الجمعة، 21 ديسمبر 2012

نون..: الأقدام الباردة قصة كذلك ..

نون..: الأقدام الباردة قصة كذلك ..: تعال نطوي عنَّا هذا الليل، نهرب إلينا من قسوة البرد، نتحدث بألف طريقة مبتكرة غير ماقيل لنا وسمعناه من قبل .. بأكثر صمتاً من قبل وأكثر معن...

الأقدام الباردة قصة كذلك ..


تعال نطوي عنَّا هذا الليل، نهرب إلينا من قسوة البرد، نتحدث بألف طريقة مبتكرة غير ماقيل لنا وسمعناه من قبل ..
بأكثر صمتاً من قبل وأكثر معنى.
أقول هذا وأنا موقنة أن الله كان كريماً جداً معي وأنت تحبني..
كان هذا الكون أفضل بكثير، والفراغ الممتد مساحة واسعة للإبداع, الفراغ اللوحة المنشودة من بقائنا معاً ..سنستمر متى مابقي في الفراغ فراغ .
كان كذلك صدقاً..
ولا أعلم أي صدق يمكن أن تحمله كلمة مطبوعة على ورقة أو في ظرف وهي لن تصلك, ولن أصرخ في وجهك أنك المعني بهذا الحديث قطعاً وأن ذكائك الحاد لن تنطلي عليه أسماء الشوارع للتمويه والتواريخ المزيفة.
 فكل يوم دونك هو ورقة تقويم مزيفة وخديعة لأستمر، لأبقى .
فهل أنت تفعل ؟
من المؤلم أن أكون وحدي محصورة في زجاجة حبك للأبد، لكنك تمضي في أكثر من طريقة للحب وأكثر من عطر، من المؤسف كذلك.. فأنت تعرف أني على الأقل أحاول الموازنة ودائماً ما أفشل.

لايهم ..
كل ماسبق مجرد فضفضة، هي كذبة الفضائيات وكلمات الأغاني, لقد صنعت منًّا عاطفة مجنونة لاتكاد تستقر على جانب، كل ماتفعله أنها تجن وتجن وتجن ..
وأنا أعبر حقل ألغامي هذه الليلة الطويلة, والبرد له يد في إرتكاب الجريمة , والأقدام الباردة قصة ولكنها حزينة ,ثم يحضر الفراغ الممتد والخالي من كل شيء يمكنني أن أكونه ، ثم لا أكون شيء ..
وهذا محبط للغاية وموجع .

لقد تخليت هذه الليلة عن كل أحلامي دفعة واحدة وأعلنت إنهزامي أمام الصعاب والتحديات , لأرمي أسفاري وأحمالي فأرتاح .

أفتح فيها شباكاّ صغيراّ آخر ماتبقى لي من عقلي وأمسح عنه التعب , لايهم لايجب عليك أن تكون نسخة مطورة من البشرية ولايهم إن كان نجاحك باهراّ أو صورة أخرى عن الفشل , لايهم .. فأنت في الكون الفسيح مجرد ورقة لاتملك نفسها .
رقم في حفيظة النفوس وعدد يمكن أن يكون سالباً .
فقط .. هنا على هذه البقعة لايمكنك الحلم بأكثر من الأمان .

ثم أدخل نوبة صراع، كنت أظنه صراع الخير والشر وهذه الآراء المتقلبة إنما هي الحد الفاصل بين أبيض وأسود, لكنه الآن يتضح أكثر وقد شبَّ عوده وتحول لفصام حقيقي ، هذه السلسلة من التقلبات المزاجية ، فالسعادة المتناهية لمجرد الإنتهاء من ترتيب المنزل وشرب كوب من القهوة مع رقائق الشوكولا..جعلتني أدمن الترتيب والقهوة والشوكولا لكنها لم تصنع المزاج العالي في كل مرة ، ثم الدخول في كهف المشاعر والبقاء في صمت وسكون كأنما هو إحتضار أو بمعنى آخر هو الإستيقاظ على حقيقة الإنعدام والسكينة القاتلة ثم التفكير في لذعة الموت وطعمه فالتخطيط للإنتحار بعدها يكون نفق الإنزعاج التام حتى من صورتي في المرءآه ..

هل يعجبك هذا ؟
هل تعتبرني لغز ؟
هل تظن أني فتاة مسلية وستكتشف معها كل يوم مشاعر معتلًّة ؟
لا أنصحك بالتجربة .. فأنا فتاة سامًّة للغاية وماعدت أجيد الحكايات مؤخراً إلا عن الموت .

أم هل وجدتني مربكة؟
فتاة مزعجة؟
وجودها مضر بالإستقرار؟
موسيقى نشاز ؟
لذلك انتهيت مني ؟
لم يكن لي يد في صنعي , حولتني الأيام لنسخة مشوَّهة من طفلة حالمة ..


في رأسي الثقيل بالصور، أبحث عن صورة واضحة تخبرني لماذا أنا تهت .

لماذا لازلت أحتفظ بصمتي ورغم ذلك رأسي يتحدث لي ..
لماذا كل حديث حماسي وفكرة مجنونة أصبحت تثير إشمئزازي.

لذلك ألقيت أفكاري عن كاهلي وسأمضي في حدود الحياة الضيَّقة.. عن وصفة تبييض وعن طريقة ترتيب السرير عوضاً عن ترتيب الشعور ، عن إعداد طبق دجاج بالكاري وأمسية محفوظة بالخطوات على المفضلة والنتائج التي يتحدثون عن أنها مضمونة 100%
عن مايجعلني أصرخ بصوت عالي وأندب حظي وأرمي بثقل الأيام على كتف أبنائي في سن الستين ..
عن الإرباك والتوتروالقلق والأرق الذي يجب على أبنائي حمله في جيناتهم .
عن الفصام الذي إنشق أخيراً وتحول لحالة ميئوس منها .

غير الكتابة لن يبقى لي شيء .
أقول هذا مجدداً لتهرع إلي من حدودك الضيًّقة كذلك وتنقذني من حدودي الضيًّقة إلى فراغنا الفسيح، حيث يتوجب علينا العيش معاً.
لأطفالنا المكتملي النوم والفكر والعاطفة .
لكل شعور جميل سنخلده داخلهم مهما كانت بشاعة المحيط .
لو كنت هنا فقط .. لأكتفيت عن إرهاق الكتابة بإلتفاتة نحوك وكلمة أحبك .. أصنع مني ضمًّة في أولها وأختار صدرك .

لأكتفيت ..
ولتحولت أقدامي الباردة لقصة أخرى .

الأحد، 2 ديسمبر 2012

لون ذا الليلة رمادي ..

في قريتنا الصغيرة , كل شيء واضح للغاية وكل القاع على السطح ..
من بين العالم جئت هنا, حيث كل شيء صغير للغاية في نظري وضيق, حتى أهلي مجرد نقاط تقاطع في محور حياتي .
تعال لتعرف كيف أننا عائلة مملة للغاية وفاقدة للألوان, حياتها تطوف حول الرمادي والأسود.
بل خذني إليك وإلى قصصك المدهشة وحياتك المجنونة, أتوق لتجاربك التي لاتنتهي ومواقفك المضحكة .. كنت تتحدث عنها بضجر وأنا أتأملها برغبة في اللمس والتذوق.

كيف حياتك الآن؟
لاخير ولاشر .. هل هذه تعد إجابة . فهي كل الإجابات الممكنة في رأسي, تعرف أن حتى في خروجنا للتغير نختار نفس الأماكن التي نزورها بالعادة.
حتى في المطعم نبحث عن طاولتنا المعتادة .

أتعلم ..
أشعر بغصة بسنوات عمري الفائتة, كيف يسقط الشباب دون رغبة أو جنون , كيف تمضي سنوات في حقل صارم وفي حدود ضيقة, في إطار واحد وخط مستقيم .
وهذا لايهم .
الكارثة أن تشرف على الثلاثين ولم تكتسب من عمرك غير التيه أكثر من قبل والضياع, لتدرك فجأة أن تنشئتك هي السبب في دموعك الآن وفي حزنك وفي وحدتك .لو كانت أكثر هدوءا وأكثر رحمة لسارت الحياة لما هو مقدر لها, للنصيب المكتوب دون أن تعاند وتبكي وتلطم وتصرخ وتحاول الخروج من دائرتهم الضيقة لنقطتها المتكومة على نفسها .. لايمكن إلا أن تصاب بالجنون في نهاية المطاف وتصبح بليدة وحضورها قاتم وكلامها كله أصفر مخادع وبلا نكهة وله رائحة العفن .

تعال ..
أسقط في بئر ليس لها قرار ..
وقلبها الطيب والذي تعرفه لايزال طيب لكنه مصاب بالإكتئاب, وجسدها مصاب بالحمى والأرق ..
عقلها لايتوقف عن التفكير والدوران, فليست هناك نقطة أمان واحدة تتكئ عليها وتلتقط أنفاسها, الركض يحث الركض الذي بعده والسرعة تزداد, لو كانت رجلاً فقط لكانت تضحك على هذه الأحاديث الآن مثلك وتحيك النكات .

القديسة ..
ملاكك, دنستها الشياطين والأفكار في رأسها من شرر, ضاعت تماماً منذ آخر لقاء وحتى آخر حديث ومنذ آخر كلمة ..
تاهت بالمعنى الحقيقي للتيه, تسير في الأرض فقط لتصل لنهايتها, لم يعد هناك مايدهشها إلا قدرتها على الحزن والبكاء .

مؤخراً كنت أسأل أمي ..
هل هذا الإكتئاب وراثة عنها أم هو صناعة يدها .
غير أني في كلا الحالتين لن أسامح .
فقبل خمسة عشر سنة لم أكن كذلك, وكنت أعرف متى يتوجب علي قول لا, لكنها مؤخراً أزيلت من قاموسي لتتحول لا بصوت عالي إلى هزة خفيفة برأسي وعيون تبحث في الأرض عن قرار .

تدهشني الساعة, وأفكر في موعدنا , هل يأتي .. هل يمكن ,, وماذا بعد ..
أشك في حال الرجوع بتذكر الفرح .
لقد نسيته تماماً ..
وكل أحاديثي تحولت لسامًة, ليتك تشاهدهم وهم يحولون رؤوسهم في بداية الحديث للجهة المقابلة لتدرك كم هو الوضع حرج.

ها أنذا ..
تهويمة .
أقف في طريقي لطريقي ..
أنتظر إهتمامك وحديثك ورغبتنا في الحياة معاً ..
عذراً هل لازالت رغبتنا أم أضحت رغبتي وحدي .

صديقي ..
أحتاجك وجداً ..
فهذه المرة فشلت في الإنتحار ..
وأعرف أن انتحاري سيوجعك ..
صديقي ..
ماذا بعد ..
الزجاجة التي ولدت داخلها أصبحتْ الآن داخلي ..
وداخلها عجوز ..
تخاف
تخاف كثيراً من الزمن .
صديقي ..
كما جرت عادتي ..
الولوج للحديث عني دون أن أتأكد هل أنت فعلاً على الطرف الآخر .
صديقي ..
في أمان الله .


.
.

"ألو ..
آسفة, غلطانه "

الجمعة، 14 سبتمبر 2012

انتهينا ..


الوجع هذا المساء بلا لون ولا رائحة , هكذا يخنقني دون سبب وصراخ , أشعر بتمزق في داخلي أو ربما هو انسلاخ , تعب دون تعب "لا أدري كيف لكنه كذلك بالضبط " , أصح تعريف هو أني عالة على الأحياء منهم والأموات , طوال اليوم لم أفعل سوى أن أهش الوجع من على قلبي بأغنيات وأناشيد قديمة تحمل في داخلها شيء من الطهر الذي ولى هارباً ولم يعقب , الأكواب العشرة من الشاي التي أعددتها لم أشربها, أنا فقط أشغل نفسي بعمل شيء والقيام ببعض مجهود ولو كان في معناه فارغ , يكفي أنني أكرر الحركة والفعل في كل مرة وأصنع في كل مرة نفس الشاي " غباء هذا يكفي " وأنفض الكوب الذي كاد أن يكون الحادي عشر , الفراغ من داخلي ومن حولي كقبر فرغم كونه فراغ لكنه مملوء بالضيق والتعب وأنه يحويني وحدي , أشحن نفسي للقيام بشيء يستحق العناء وبذل مجهودي في أمر يعود بالمنفعة ولو المؤقتة , لأتوقف عند باب غرفتي , أطفئ الأنوار وأغط في نوم يفرضه اليوم الكئيب علي والبرد القارس والألم وحتى الحنين ولكن حتى النوم ولى هارباً ..

*

الأيام تكررت أكثر من اللازم ولا يوم يجيء مغاير وفيه معنى , أعلم أن كل يوم يسلب فرحة بالعيش وفأل بتحسن الأوضاع ويذكي نار التشاؤم والكره , كم يوم وسأستحيل إلى روح سوداء حالكة ونبض بارد وجسد لا يعبأ بكثرة الرماح وغدر الأسنة , حتى الدموع ما عادت ترطب الجراحات , والآهات ما نفعت في فسح المجال لشهيق يليق بي , الدنيا تقف في وجهي مكتوفة اليدين وباكية , يخبرني الجميع أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا هم من أنفسهم , لكنني أقسم أنني عاجزة وأن السلاسل تكبل كل شبر في همتي ويقيني والأغلال تضيق على كل أمل وراحة ..

*

الأشياء لا تأتي من العدم والطاقة لا تتلاشى وإنما تتحول من شكل لآخر , أنا من نفى هذه النظريات , أنا أشعر بالعدم ينخر كلي ويعيد الكرَّة في اليوم مئة مرة حتى عدى على كل الطاقات التي خبأتها أو أذكيتها , حتى الأشياء التي أجلتها للعدم أجلتها أخرى لما وراء "لا أعلم ..؟", لكن الانتحار لا يشكل فارق لدي الآن فأنا قد أكون أعيش ما بعد الانتحار بعمر حتى أنني متأكدة أنني ولدت في يوم موتي بلا تأخير ساعة .

*

أمي لما يجب علينا شرب الماء , الماء بلا طعم ولا لون ولا نكهة وحتى أنه لا يفرق لدي , ربما أنا في الحياة مجرد ماء لكنه لا يحصل من وراءه أي ارتواء حسناً قد أكون ماء مالح , ولا أعلم لما توصلت لهذه النتيجة أن الماء يختلط بالدماء فينا وهو الفارق بين أخي خفيف الدم والمدمن على الماء وبين أخته أنا والذي أمتنع كلياً عن التمتع ولو برشفة , أقلب الكوب العاشر من الشاي " ربما فقط لأنه أساسي في تركيب أشياء أخرى وهنا تأكدت أنني عبارة عن ماء فأنا لاشيء بالنسبة لي وأكثر من معنى لغيري" ..

*

لا أدري فعلاً ما دخل الماء في حديثي الميت هذا , قد يكون محاولة لإنعاش الحرف المخدر هنا والمغشي عليه من الضيقة , هل فاق ..!
لا يهم فبه وبدونه سأكمل الحديث عن الحاجات التي تأتي ناقصة بين الفرحة والحزن والتي نفقد معناها , تلك الحاجات التي لا يمكنك معرفة إحداثياتها حتى في الفراغ العاطفي , هي موجودة ومملة بشكل باعث على انتحار الملل نفسه , تجيء فقط لتربطك من أملك , أكرهها جداً , وحياتي معبأة على الآخر منها وتفيض , هي الكائنات الوحيدة في حياتي والتي تتكاثر بشكل هستيري "وحيدة الخلية" , ألا تتكور مع البرد وتلتف حول نفسها تختنق فتموت؟ أو تدخل في سبات شتوي أو أن الشتاء هو ما يغريها بالتكاثر في روحي ..

*

روحي*
أشعر أنها تتآكل من أطرافها , أشبه بورقة بيضاء ناصعة من دفتر العمر وأشعلت النيران في أطرافها تغتالها , تحرقها وببطء تتمدد , يلسعني الشرر في أطراف أصابعي "هذه التي تكتب " , ويلطمني على خدي ويقفز صارخاً في وجهي نافخاً كيراً في عيني ( أنتِ أضعف كائن قابلته في حياتي , كائن بلا كائن حي داخله , مجرد هيكل فارغ من كل شيء عدى الكثير من الزينة حوله , يقترب من أضلاعي ويقرعها " أنصتي " ما هنا فارغ تماماً حتى من رئة وقلب * أتنحنح , "حسناً ما هنا قد يكون نصف قلب فقط " , حتى أني فقدت الحماس في إحراقك ونزع روحك والتلذذ بالمعاناة في غرغرتك ) , أؤكد لكم أنه جرحني بحديثه في نصف قلبي الباقي ..
هو صادق للغاية , فأنا أشبه بمن جعل محطات القطار مرتعه فلا هو يغادر ولا هو يرجع , أشبه بمن استكان بصحبة كرسي الانتظار ونسي أمر الانتظار وماذا ممكن أن ينتظره .

"لا جديد" * وتصرخ فيني صديقتي متى كففت عن إلقاء هذه الكلمة في كل لقاء ومقابلة سيولد جديد بإذن الله فقط عودي لرشدك / "إذن لا جديد" .

*

أحدهم سكب الحقد في داخلي حتى أشك أنها سنة واحدة فقط و ستنمو به لي أنياب وتترعرع الأظافر , أحدهم يوشك أن يوقظ الوحش الساكن في ويغذي شيطاني , بعد أن امتدت يد كل أحد منهم بمعاول وعصي واجمعوا على تهشيمي وإغراقي في منتهى التيه وحزن , أقول لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء *
لأعيد من جديد تكويني وصياغتي ..


*
ليش ما قلتي با الأول ترا ها الرحلة قصيرة
مهما طال الحب فينا اعتبرنا ما ابتدينا..
آآآآآآهـ لو قلتي با الأول قبل لا تغرق تعلم
لو قلتيلي با الأول قبل لا تغرق تعلم ..
فكانت إحدى الأغنيات التي أهش بها على وجعي ..!

panadol * لحياة تتصدع ..!

أمقت فعلياً تلك اللحظات التي تكون مجبراً فيها على تهميش روحك والاهتمام البالغ بالآخرين ..
أن تركل اهتماماتك ورغباتك للزاوية وتستحضر ما يرغبه الآخرين نصب عينيك ..
أكره بالفعل تلك اللحظات التي تستوجب حضورك رغماً عنك بعيداً عن حاجاتك النفسية واحتياجاتك ..
كأن تظهر في اجتماع بعد تمزق في قلبك أو أن تكون في موضع يتوجب عليك فيه الابتسام وأنت على مشارف البكاء ..
مثل أن تترك مسلسلك الشيَّق أو برنامج المفضل في ساعتك المفضلة لتتبسم في وجوه ضيوف على حين غفلة .
كأن تقوم بأشياء كثيرة وفي داخلك تود القيام بأشياء مغايرة وعلى العكس تماماً ..
وأن تكون هكذا طوال حياتك / حياة الآخرين أهم من حياتك .
لهو منتهى التعب..!

.


فاجلس للغداء بين يدي أبي , ويتحدث / يبتسم / يضحك / يحاول جذبي لطرف حديث معه / سلطة ‘ليمون ‘ خل ‘ كوب ماء ..
وأنا على شفاهي ابتسامة معلقة بمشنقة , أحاول إخفاء وجهي عن فراسة أبي في صحن مملوء بالغصة , أقاوم رغبتي في أخذ يديَّ أبي نحوي وزج وجهي بها وأخبره " بابا أنا حزينة ..
في قلبي تفتقت الجراحات القديمة هو يحاول جاهداً لملمتها ولا يفلح , وروحي في كل لحظة تكبر سنة , بدأت أفقد ألواني كثيراً مؤخراً وكل يوم استيقظ على لون مفقود ضائع تائه أو ينازع سكرة التلاشي , سأتحول إلى رمادي أيضاً باهت بكل تأكيد قريباً .

يؤلمني كثيراً أن أرى ذلك الذبول فيني ذاته الانطفاء في عينيك , أن أشعر بزهرتي تحني رأسها نحو قلبها في آنية صدرك تسكنها ارتعاشه على شرفة من موت .
أنا أرى ذلك في شحوبك وشدة خوفك , في هروبك وصمتك..
أنا ربما لن أموت أشد من موتي الآن .
لا ترهق نفسك " فكلاهما موت ..!

.

_ ما بك ..؟
أتنبه على سؤال متأخر جداً , يااااااااه بعد طول فراغ جاء , هكذا هي حياتنا أسئلة فارغة بعد الإجابة بعمر لنفض العتب عنا , مجرد أشياء شكلية لنبرهن للعالم أننا نملك أحاسيس ولدينا مخزون هائل من مشاعر هي مولد هذه الأسئلة وهي ذاتها موت وطحن للإجابة , في طعمها تشبه لحد ما السؤال المكرر في كل يوم بـ"كيف حالك ..؟ 


ما / بك ..؟
مـا / بك..؟
مــا / بك..؟
مـــاء...بـ‘ـي ..!
لا هو يروي زهرتي ولا هو يتركها تنقضي , يغلي في قلبي ويتجمد في باقي أطرافي , أغرق به جداً ويكويني ..

يكرر بحرقة الحانق على تجاهل السؤال وليس بالمتلهف الخائف من الإجابة " / _قلت ما بك ..؟
مشرط يشق صدري نصفين بتعرج تام " آه ..أنـا / _ مجرد صداع وسيزول بإذن الله .
_ انتبهي لنفسك / أنت لم تصلي الأربعين بعد ..؟
_ على أمرك " وفي داخلي ليت الأمر بيدي‘..!

هو صداع في حياتي يكبر ويشتد وجعه ويحيط بنواحي عديدة منها, يدفعها للضجر , لمحاولة الصراخ , الارتماء أرضاً , للأنين الذي لا يتوقف .
للتفكير في تجربة الموت ,
محاولات فاشلة للانتحار ..!
التخبط ..


" هل سيصلح * panadol / ما أفسده الدهر ..؟!

قنابل .. تيه..

ياعزيزي حتى الأيام تكسب ملامحها من الوقت, الذكريات تصنع لها ملامح وأسماء وشوارع وحضور أو غياب ..
وهذا هو الجمعه ..
حيث كان مقدر عليه أن يعيش في ضيق منذ السابعه صباحاً وحتى العاشرة , كان هذا الوقت المحدد لهما للحديث دون توقف, الكلام الذي يخرج من غير رقابة, كان هذا اليوم شمعة في ماضيه وأحرقت حاضره بالجملة الآن..
لا أظنها تعاني مثله .. أو ربما ..
لكنه يتحول لرماد منثور على سريره حتى تكاد تقام الصلاة , إلى أن يوقظه للحياة من الموت "صوت والدته" .
كل هذه المده لم ينسى كلمة واحدة أو فكرة مجنونة أو ضحكة مباغته وعفوية ونصوص مبعثرة وكلمات غير مفهومة .. كلمات تكتسب معناها من اللحظة التي يعيشانها فقط معاً..معاناته الحقيقية هي ذاكرته الحديدية .
أكثر مايدفعه للإنهزامية والخيبة أن قد تأخر في يوم لثواني عن الحديث معها, يشعر بالغصة حين يدرك أنه أمضى جمعه كامله دون التحدث معها على سبيل الغضب وأشياء تبدو له تافهة الآن ..
كيف يكون الألم في التفريط .. الخيبة في الإفلات .. الرجوع بخفي حنين من عمر بأكمله ..

" رأسي يدور .. هذا ماتصنعه القهوة الرديئه, والشاي المعتق كارثة أخرى ..حسناً كنت أفكر في الإقلاع عن التدخين لكنني عدت اليوم وهذا مايتركني في غضب وستبدو وجوههم لهذا اليوم غاضبة كذلك .."

أنت ترهق نفسك فقط , ولا أحد يهتم بك, من هم حولك ليسوا بهذا السوء لكن فترة إستراحتك وندبك لـحظك قد زادت عن قوة أكتافهم فألقو حزنك المر وبعض أحزانهم على رأسك وغادروا للفرح ..

أين أصحابك الآن ؟
أين ابن عمك ورفيق دربك ؟
أين هم أولئك الذين أغتصبوا نصيبها من وقتك .. أخذوا بعض لحظاتكم معاً وسرقوك منها ؟
أين الشيخ أبو محمد .. من كان يخصك بحديثه بعد صلاة الجمعة لتتأخر أكثر وتبقى هي غاضبة وينهشها سؤال غبي " هل يحبني حقاً؟"
أين أباك الآن منك , كم حاول نهش هذا الإرتباط وفبركته .. كم وقف في طريق ذهابك ليلقي عليك بعض أوامره الإعتباطيه .. ربما كان يشعر بالغيرة !
أمك فقط من كانت تشعر بقلبك كيف يرفرف وصدرك كيف يتوق وعيناك كيف تبتهج وتضحك .. لذلك كانت تخصك بالدعاء من الثلث الأخيرة كل ليلة "أن يبقيك هذا الحب بعقلك ".

لا أحد .
لا أحد ..
جرب أن تعود لتخبر أحدهم أنك حزين للغاية وبائس وليس على هذه الأرض مايدفعك للحياة , أن الطين يغطي صدرك فغدى التنفس رفاهية .. أنك تغرق في اليأس كل يوم ولاتموت .
الموت وحده من يفتح لك بابه ويغريك لتُقبل وفي كل مرة يلوح طيف إبتسامة منها تدبر .

لاأحد .. صدقني ..
فاشقق هذه الأرض الأم وعد لرحمها , أو فلتدفن رأسك في صدرها حتى آخر شهقة , لتحاول الغرق على خصرها حتى تنطفئ في داخلك الرغبة ويموت الأمل ..

أنت مجرد مخدوع وواهم .
تعيش على أحلام بالعودة والواقع كل يوم يعاكس ذلك ويثبته .
تفكر كل صباح في المحاولة والمحاولة تتعرى كل ليلة وتتغطى بالفشل.
وأنت فاشل ..
ألا يخطر في ذهنك أنها تعيش حياة رغدة كل يوم !
أنها ربما في موسم حصاد لثمار الجنة كل ليلة ..
قد تكون عاهرة سابقة وقديسة الآن " أم وربة منزل ؟"
ربما حاولت الإنتحار مرة ونجحت في ذلك .
العديد من الإجابات لو طرحت في رأسك ولو سؤالاً واحداً " ماذا لو ؟" .

"لاتعرف عني الكثير وأن الحياة أكسبتني مع الوقت طابع لؤم مخملي , يدعونه حسد العامة وأدعوه إنتقام مبطن بالدانتيل .."

حسناً عندما أنهيت سيجارتي البارحة, وتوقفت عند نقطة لم تسعها ذاكرتك , كنت أحاول تأجيل الألم أكثر .. ربما كنت في مزاج سمح وطيب القلب , لكني الآن أسود والنار تأكل قلبي ..
لذلك سأخبرك أنك لم تعد ذو ملامح في حياتها ..
هل تعرف معنى أن تكون مجهولاً .. يعني كأنك لم تخلق بعد .
أنت الآن مجرد دفتر مراهقة مخبأ غير أنك مخبأ في أسفل عقلها, تظن أنها مصابة بزهايمر مما أدى لفقدها بعضاً من ملامح ماضٍ تحبه لمحاولات زراعة حاضر بور . ولكنني أعتقد أنها عاجزة وحيلة العاجز "الإنكار " .
لكنها تستقر بعد الركض كل ليلة لسرير مزدوج وتتحسس ملامح رجل وتعتقد أنه آخر .
في داخلها شعور عميق أنها ليست هي وإنما أخرى ألقى بها القدر في ذاكرة ضحلة, لطالما داعبت صديقاتها " وماذا تنفع ذاكرة في حاضر بليد يسير ببطء كسلحفاة , لقد جاوزت الذاكرة السرعة وأصيبت ".
لكنها تشعر بالموسيقى المحفوظة في جهازها , بعض الكلمات لها معزة خاصة على قلبها , حتى يوم الجمعة لايمكنها وإن طال السهر أن تفوت النهوض مبكراً والقراءة بصوت عالي علَّ هذا الركض يهدأ .
لقد أخبرتها جارتها أن كل هذا كيد ساحر .. فانجرفت قدماها في تيار الوسوسة .

الساعه ال10:30 دقيقة صباحاً من كل أسبوع وفي يوم الجمعة , هي تلتف حول نفسها لتبكي ثم تنام .

عميقاً هي لك ولكن عميقاً أطفأها الوقت .

..
لاتقلق هي بخير . مجدر المزيد من الإنكار والرفض لذكرى والإنخراط في الحاضر .

"أعتذر لك .. صداعي النصفي هو من دفعنا للحديث بقسوة .. ولتشكر الله أنه انتهى دون لكمات وكدمات ."

سنكمل في وقت لاحق .
أعتذر مرة أخرى .

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

وتنهال القبلات ..تيه .

لاتفكر في العودة ولا يحملك على الإتصال مجرد وجود اسمها يزين قائمتك, ورسائلها مدونة في ملاحظاتك لاتعني رصيف وإشارات تنبيه للرجوع مجدداً ..
صورها المكدسة ..تبتسم وتبتسم وتبتسم .. كلها ذكريات ضاحكة لكنها الآن تغرق في الدمع .
لماذا تصر على تعذيب نفسك, انزع ذاكرتك القنبلة وألقها في بحر من اللامبالاة ولتترك مساحتك العقلية فارغة فالحياة بسيطة أكثر مما تتوقع .
ستجد أخرى أكمل منها غير أنها لاتغادر ..!

يشد على رأسه ويتعرق جبينه وكأنه يحاول جدياً في نزع ذاكرته..لكن ابتسامته تلك الصافيه والغائبة عن الوعي بعد ذلك , كبين حلم وواقع ..تعني أنها تبتسم له الآن في رأسه .

يعود مفعماً بالحياة بعد مرور ذكراها في رأسه كأنما الذكريات محطات شحن عاطفية عالية التوليد .. هكذا يقوم بدوره الكوني في دائرة الحياة.

لا أبالغ ..
ألم ترى من قبل شاباً يترك ضجيج العائلات من حوله ويختار له ركناً قصياً من العتمة ليناجي البحر, ألم تمر بمحاذاة ثلاثيني من قبل يبتسم حين يخرج سيجارته ويمتصها بشغف وتغرق عيناه في الدموع, ألم تشاهد من قبل أربعيني شغوف بقصة عابرة قبل عشرين سنة ..

هو كل ذلك العمر من الصور الرمادية المنثورة في بقع الحياة, يقسو على نفسه أكثر من قسوته على أي انسان يقابله على وجه المعمورة .. يظن أن حياته تحولت لأعقاب سجائر منتهية بصداع .

لا أعلم ماذا يمكنني فعله غير إخبارك أنها ..

تباً لقد نفذت مني السجائر وكوب القهوة أصبح ثقيلاً لايطاق .. ربما سأكمل في وقت لاحق .

قبلة أولى ..وتيه .


المدينة فاتنة هذا المساء, ليست عروس ولكنها القبلة الأولى..
كنت أتفحص الطرقات كسجين هارب أو من يستعيد ذاكرته لقطة بلقطة, فتقافزت الذكريات المشاكسة على السطح .. وحين انحنيت على المقود لم أكن لأدير الإسطوانة وأغني بل لأن في قلبي بحر واسع من الخيبة وأنَّى وجهت وجهي لأضحك تفر من عيني دمعة .

مؤلم أن تكون خالي جداً في وقت كهذا, سيكون الألم في ساعات الليل فاضحاً وعليك ستره بأغنية صاخبة ستتبدل مع تأخر الوقت لأغنية كنت تحبها لأنها أحبتها فقط .
ستشعر بفراغك حين تجد كل أغانيك ماهي إلا أغاني غنتها أو مرت بكما معاً..
كل هذا الليل هو حب مفقود وغياب مضاعف .

آه ياقلبك ..
كيف لايزال يرغب في الحياة أكثر, هل تستمد قوتك من أمل كاذب, أن الطريق الطويل والذي تقضيه وحيداً سيجمعك في النهاية معها ؟
وهي من صرخت في وجهك " الصور تزين الحائط ولاتسنده " ..
كيف نسفت ليالي طويلة من الذكريات الرقيقة في كلمة " أغرب عن وجهي لم أعد أرغب في الوجع أكثر" ..
كيف كانت صفعتها على خدك وألمها في قلبك "الرجال لايبكون .. هم يصنعون الدموع فقط ونحن نعدها "..
وحينما وضعت كفيها بين كفيك كانت تقول ببلاغة " أخاف أن يمضي العمر دونك ثم أتحول لفزاعة ويتحول قلبي لحجر ".

الطريق الطويل أصبح أكثر تعقيداً , والمشاعر التي تسير بسرعة عالية إما تنعطف أو تنجرف أو تصطدم في دم بارد.
والمشاعر حين تموت لاتبعث من جديد إلا في موسيقى ذات ذاكرة قوية وفي كلمة مكررة وفي مساء كهذا ..

ياقلبها ..
تحولت في طريق الحياة لمجرد آلة لصنع الأطفال وتجهيز الغداء والإستعداد للنوم دون أن يلاحظك أحدهم في جفونها..
دون أن تكون صالحة كفاية ولافاسدة بمايكفي لتعيش بسلام .
هي ربة منزل الآن وتؤقت منبهها ليس على موعد غرام ولا على أغنية قديمة بل للتسجيل في حافز كل أربعاء ..
هي الآن كما كانت تخشاه قبل عشرة أعوام, بملابس بسيطة وشعر معقوف وضحكة باهتة لمن يحسن الكلام .

كل الكلمات الرقيقة تذكرها بك , كل اللحظات المجنونة تذكرك بها .
وينتهي الليل على سيجارتي الأولى لهذا الصباح .


الجمعة، 7 سبتمبر 2012

فوق هام السحب ..

هذا الوطن يدفعنا قصراً نحو هاوية معتمة من الحقد المنتن ..
وكل مرة يتركك أمام خيارين لاثالث لهما , إما أن تبني لك وطن داخلك بالمواصفات التي تهمك والتي تبحث عنها أو تكره وطنك وتسوء صحتك ويهتز بدنك ثم تغدو متشرداً صعلوكاً لايملك منزلاً وليس ثمة شارع متاح يمكنه أن يتوسد رصيفه ..

حسناً لنرى ماذا يمكنها أن تصنع ميزانية مثل  12 مليون ..
حسب ترتيب الأولويات ..
التعليم له نصيب , قد تكفي لبناء كم مدرسة بدلاً من مباني مستأجره متهالكه تقف في وجه التعليم , تعيين عدد لا بأس به من القنابل الموقوته والتي أنا واحده من ضمنها, تخصيص رواتب للمبدعين والمبدعات لتكون حافز للتطوير وليس حافز للخمول والجلوس وإدمان الإنتظار وعدم الإكتفاء من الإذلال, المساهمة في التطوير إن كانت كل المشاكل السابقة لامحل لها من الإعراب كتدشين مدراس إلكترونية ومواكبة التطور .

الصحة حدث ولاحرج , كم يمكن ل12 مليون شراء أسرَّة وتجهيز مستوصفات طبية صغيرة في القرى النائية , دعم الإسعافات وسيارات لنقل المصابين , شراء هليكوبترات للنقل الجوي إن دعت الحاجة , كم عملية ستدفع حقها وكم علاج للسرطان يمكنها شراؤه , كم مستشفى حكومي يمكنها التدخل فيه وتحسينه , كم ممرض وممرضه  عاطل وعاطلة يمكنها دعمه وتوظيفه ..

المرور .. وهنا أفكر في القيادة عند المرأة كم ستكون المطالبة بها ضرباً من الجنون , قبل المطالبة بذلك ومجرد التفكير فيه علينا المطالبة بأكثر من تحسين للشوارع وزرع أكثر من إشاره وبناء أكثر من جسر لحفظ الأرواح العابرة , تسهيل حركة المرور بالأنفاق , تحسين الشوارع غير الرئيسية التي عادة لايعبر منها الملك , تعبيد الطرق بين المدن والنظر في ملف الأرواح التي أزهقت خلال السنتين الأخيرة فقط , قد تكفي لسداد ساهر والذي يثقل كاهل الطبقة المتوسطة ويدفعها راغمة للوقوف بجانب الطبقة الفقيرة ..الكثير من الأمور يمكن ل12 مليون فعله في تحسين المرور ..

غير الكثير من الخدمات الهامة والغير موجودة , مراكز إستشارات أسرية , دورات تثقيفية جبرية , توعية صحية ونفسية مجانية , المساهمة في تخفيض المهور , دعم مشاريع الزواج والأسر المحتاجة , التكفل بتسديد الديون من دون إراقة لماء الوجه , إعتاق الرقاب من غير منة أحد كحق قائم في الدولة "كم يمكنها عتق رقبة بحاجة لذلك "..

أخيراً ..
هل يفكر أحدكم مثلي في حقه من ال12مليون المدفوعة والتي "بح" .
فأنا لست سوى فتاة لاتهتم بالرياضة ولاتجدها إلا جانب يجب أن يأتي في الإهتمامات الأخيرة وليس قبل التعليم والصحة ومشروعات البلدية , ترى أن الرياضة يجب قبل أن تدفع "من الباب للطاقه" 12 مليون , عليها قبل ذلك أن تكون متأكدة من الشرف الذي ستناله , تجد في الأولمبياد أن الرياضة ليست فقط "كرة القدم" فمابال الميزانية تمشي بشق مائل يصب في كأس القدم ولايصب في الرياضات الأخرى ولو بنصف الإهتمام والدفع , تجد أن على الوطن التفكير في تحسين الرياضات جميعاً دون تدليل وتطبيب ولا إجحاف ولا خبط عشواء من تصب , ترى أن من حقها الطبيعي  بناء بنصف المبلغ فقط نوادي رياضه نسائية بجودة عالية تحفظ للأسرة المحافظة قيمتها من غير مشاغل نسائية بدائية ومشروعات سرقة ودسائس ومخاطر لاحاجة لها  ..

أفكر في حقي من ال12 مليون لو كان لي حق في هذا الوطن , فلن أتركها يركلها أوراق كوتشينة ودمى متصلبة بينما هناك شعب بأكمله قد تنعش حياته هذه الملايين وتكفل له حياة صحية مستقرة .. هناك حيث الجرح لايزال وسوريا ..

من السيئ فعلاً أن تكون حادثة الفقاعة الكروية والأموال المدفوعة بلا وجه حق بعد الحديث عن إنقطاع البترول وتلك الأجيال التي لن ترحمنا من السخرية والإزدراء , ومن أكبر المصائب أن تدفع هذه المبالغ لتتم هزيمتنا "أي شرف هذا الذي ساقوه لنا بأقدامهم المنتنه " .

يكفي ..
كم محبط وخائف وسجين ومعتقل ومريض وجاهل ومديون  يضم ترابك ياوطني.. كم حانق وغاضب ومدمن وهارب ..
وفوق هام السحب ..

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

الحياة نكتة ..

كان فيه وحده صينيه ودخلت محل أواني وقالت عندك "أنا" ..

المهم ..
الحياة الراكدة منرفزة , أخي توقف عن الحياة لأنه يقف في طريق نفسه وأنا توقفت عن الحياة لأن الجميع يقف في طريقي ..
الجميع يتفق في شيء واحد أني تحولت إلى ليبرالية وعلمانية ..
أمي المسكينة سمعتهم يتحدثون بذلك فقالت " كله من الكتب يابنتي أفسدت عقلك " وتشير بأصبعها لرأسي بقوة , أخذت أصبعها وأشرت إلى صدري " والحياة هنا تفسد قلبي ويعطب سريعاً "..

تغيرتي كلياً وأعرفك قوية ..فرجل واحد لايمكنه أن يفسد بقيًة حياتك ..؟
_هه .. كان بداية الحديث مع بنت خالتي "العبيطة والتي أحبها " ..

تغيرتي كلياً وأعرفك قوية .. كنت تحبين الرقص بجنون وتصنعين الإحتفالات بأبسط الحاجيات , لأتفه الأسباب أنت تحتفلين " هل تذكرين إحتفالك لرسوبك في مادة الكم ..؟" , كنت تبالغين في الصراخ والركض والكلام المرفوع والضحك , أحيانا كنت أشعر أنه سينبت لك جناح وستطيرين , فلايمكن أن تكوني إلا فراشة , ماذا حلً بألوانك الصاخبة ..؟
_"حسناً هنا أنتِ كاذبة فلقد كانت ألواني دوماً رمادية وسوداء ..أحب حديثك عني والدراما التي تحيكينها حولي والذي يبدو لي أن زوجك له يد في الموضوع ..لكن لاتكذبي بشأن الألوان (:"

كبرنا قليلاً فقط , كبرنا قليلاً .. وأكتشفت أن الرجال أقل قوة وأكثر ضعفاً ومضيعة للوقت ..
كنت أحاول الصراخ أكثر من مرة , حسناً أعزائي الرجال نحن في تحسن مستمر فكل الفتيات في العيد لبسن التيفاني والأساور الذهبية الحادة كأطواق الكلاب , والكعوب كانت دقيقة للغاية وكأنها ترغب في حفر طريقها على الأرض ليركض خلفها مسعور .. في المشهد كنت المتخلفة الوحيدة عنهن وأنا أرتدي عباءة وأكتفي بالكحل والروج , أصبحن كلهن في سن واحدة , أتذكر ذلك وأنا أسأل إحداهن "أختك ؟" فردت "لا أمي .." ولم أصدقها حتى الآن .
لكن ماذا عنكم ..؟
أنتم تتحدثون بطريقة مترددة وتكتبون بإهتزاز وترقصون بقرف وتخافون أكثر من خوفنا نحن , أصبحتم أوراق شجر مصفرة للغاية , ماذا عنكم ..؟
مثيرين للإشمئزاز لا أكثر ولا أقل .."إلا من رحم الله " وهذه كتبتها فقط لأجد لي مخرج طوارئ .

يحدثني عن الرغبة في السفر لفرنسا ومحاولة البدء من جديد هناك , البدء بروح باريسيه مستبشرة , وددت لو أطلب منه السفر لفرنسا وحدي ..
هذه الرغبة التي لاتنتهي , وحيده أكون عند قاعدة برج إيفل والجميع يقف هناك مشدوداً لأعلى , أقف بالساعات حتى أعود لحجمي الطبيعي أو أتعاظم فجأة حتى أصبح صديقة لهذا البرج الوحيد ..

تكون تذكرة دخولي لعالم ديزني أسبوع مثلاً ولا أتوقف عن اللعب والصراخ والضحك والدوران حد الغثيان , ومصادقة الأطفال وابتكار لغة لايعرفها الكبار المتجهمين والمتوهمين والخائفين من ضياعنا.


أكون على طرف سياج خشبي ويقرر السياج السقوط فجأة فأغرق في النهر ثم أخرج وأنا أستمر في الضحك , لكن لا أحد هناك يراقب ويدون ملاحظاته ويبحث ويهمس ويتحدث بريبة , فالخروج من النهر هناك لايشد أحداً غير الأوز .

حسناً الفيز ستتأخر وسنضطر لألغاء السفر حتى وقت لاحق "لايهم ".

المشكلة ليست أنا , المشكلة أن هذا وطني ..
تنتهي كل قضايانا هنا بالتسجيل في حافز , ويزيد جرعات الإحباط أن لاتكوني إمرأة معلبة وسطحية تصدق أكاذيب الرجال وتعيش في سعادة , والسأم أن تكبرين فجأة ويبقين صديقاتك كما سابق عهدك تقتصر أحاديثهم على " ههههه لا واللة / أحلفي / جد / نو كومنت / يالبى بس " .. ثم يدخل في آخر رحلتك القاتمة من بعيد إخوة لك يقومون بدور النفس اللوامة وتستمر نغماتهم في الحديث عن البر والخير وأمك ثم أمك ثم أمك , وأمك ليست بخير لأنك لست صورة بائسة منها ولاهثة وترهقين جسدك على خدمة الآخرين ..
المشكلة ليست الوطن , المشكلة أن تكون حياتك مثالية في نظر الآخرين ولكنك لاتشعر بذلك ..
لاتشعر إلا أنك ممثل جيد يمارس دوره دون تدخلات المخرج ولا تصحيح المعقب وهو يمضي في طريق طويل مرسوم وقد عبره قبله أناس آخرون يشعرون بالسأم .


صدقيني لازلت تلك المجنونة والتي تفكر بطريقة مريبة وتربك أهلها , ويقف أخيها عاجز عن تفسير رموزها , وتحب حديثها مع المراهقات وتسرب لهن قصص المغنين الأكثر إثارة ..
لكنني خبأت هذا كله في ملف لوقت لاحق أعرف فيه من أنا وماذا أريد وماهو سقف الكفاية المطلوب .

في النهاية أنا وأخي لانتحدث مؤخراً فقط نتبادل أشرطة الفيديو وروابط الأخبار المضحكة وصور من ضحايا سوريا نتكتم على الموضوع بعدها وكل واحد منا يحمل ألمه داخل قلبه ويستمر في الصمت .

أخي يقف في طريقه وأنا توقفت بمزاجي عن الركض .

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

الحب بلون قاتل ..

سنكون حينها أكثر تشابها، روحينا متناسخه لحد بعيد، قلوبنا مصنوعة من ذات المضغة وصدرينا في تناسق عجيب على هيئة عناق ..

كنا سنبتهج بلحظاتنا الأولى معاً
سنغرق في اللذة والجوع والرغبة والإشتهاء والإهتمام المبالغ فيه والتوجد والتوحد والعزلة والعشق والوله والغرام. 

كنا سنبكي بمخزون سنة ثم سنضحك كأن لم نبكي قط. نرقص لأيام ونستلقي لشهور يعبرنا النشاط يوم ويمددنا الخمول سنة. 

كنا سنعشق بجنون المساءات الحزينة ونحتضن الذكريات المؤلمة. من كل المرايا نقدس مرايانا المهشمة ، نحمل قاموس عن تيه/ ضياع/ شرود/ هروب/ وجع/ ألم / حنين/ أنين/ قسوة/ رغبة/ بكاء/ غصة/ اختناق.

منزلنا ورق مرصوص وأحبار ملونة وأقلام متناثرة، نصوص مكتوبة ونصوص ممزقة. 
أكتب أنا وتكمل أنت، ترغب في فكرة أصيغها أنا..
يجمعنا الحرف على جرف مزاج حاد. 

سنكون واقفين في احتقان أصرخ في وجهك بكل صوت الحسرة ونقطة الضياع. أحضر كل شتائمي الموقرة وأقذفك بالكتب /بالأقلام /بالأرواج /والمرايا /والظلال /وسألقي بكل زجاجات العطر التي جمعتنا على الرخام. يسيل من عيني خط ليل لكن تتناثر النجوم على خدي. لاتسكت وستلقي على صدري اللعنات، ستطعن في خاصرتي أحاديثك القاسية، وكلماتك الجارحة، ستصرخ مثلي، وستضرب المزهريات بيد ، تدوس الزهور بقدم، المسجلة بيد، ولن تكتفي فتروغ للأكواب المبجلة وستلعن حظك السيء أمامي، واليوم الغابر، أمامي وتبالغ ثم تخرج فتصفع في وجهي الباب

سألقي بنفسي في دائرة الذكريات، اللحظات، الأيام، الليالي الحامض منها والحلو، سأبكي وأندب حظي وألعن أي إمرأة يمكن أن تكون زارتك في الأحلام ، أجوع تتقلص معدتي لكنني أتمدد على الأرض وأفكر في الإنتحار لكن لا أجرؤ، فلقد تعهدنا أن نموت معاً. 
أبتلع قرصين من الدواء وأبدأ في التوازن أراقب الساعة والدقايق وأفكر فيك وسألعنك في سري ثم أخاف عليك من أن تصيبك اللعنات، سأبكي شوقاً لك، أصيغ بعدها طريقة معانقتك، فكيف ستكون ليلتنا المجنونة وعلى ماذا ستنتهي. 
يصلك تنبيه الروح فتستجيب، تحضر في عجل، تلتقط تعب جسد، وتحاول ترتيب أنفاسك وبعض الأعذار.

وماهي إلا لحظات وأكون بين يديك كيوم عشقتك وتكون بين يدي كأشد إعجاب ..
أعتذر بصوت مبحوح وتغلق فمي بيد ترتعش.. لانزال نبكي في خشوع لنعاود الإلتصاق كما نتخيل لطيفنا في الجنة.

نطير من عذاب لراحة من شك ليقين ومن بهجة لخيبة ومن إطمئنان لريبة.

نتقلب بين مزاج قهوة مرة سوداء وبين سيجارة حشيش منتنه، نغرق في موسيقى كحالنا تتبدل بين الهدوء والصخب. 

اقترب وابتعد تبتعد وتقترب ..في فصول للكبد ..

نغيب في العتمة فصولاً ثم نفيق فصل أخير نبكي تفريطنا في الكثير. 
نعيد كتابة اهتماماتنا. غذاء صحي / نادي صحي /نوم صحي /استيقاظ نشيط / ابتسام / عمرة / صلاة كما هي مكتوبة في أوقاتها تسابيح إستغفار. 
ثم لا نلبث أن نعود لإدمان قاموس الريبة والشك والقلق ثم الأرق والغرق من جديد. 

هكذا سيكون حبنا بإفراط كحب المجانين وإرتعاش المحرومين ورغبة الجائعين وصخب المراهقين. 
لذلك أفكر في الإنفصال قبل البدء. أفكر في الإشراق يوماً قبل الغروب. 

أرغب في رجل كأب يربيني فأكف عن التمرد والعناد والمراهقة والكذب والبكاء والصراخ والشتائم والتفكير الملح بإيذاء القلب. 
أرغب في رجل يرغمني على النوم باكراً والإستيقاظ مبكراً ويهدد ويتوعد على كأس الحليب وعلى الرياضة واستنشاق الهواء وحب الشمس ومواجهة الحياة بدلا من الاختباء خلفها.

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

إلخ ..



إلى الأخير..من الأخير ..
أيها العالم الصفري كنقطة في نهاية كل الكلام , "stop"..
 

يجب أن تسكت كلياً عن الكلام , فصوتك نشاز وحروفك مبللة بالخوف والرهبة , معانيك كلها بائسة وساديَّة في الوقت ذاته , وكل مايدور في عقلك هو السوء , وأنا متعبة , والصبر في صدري موجوع يئن , واللوحات في رأسي بذات اللون لذات المعنى , وبعدما ظننت أن الملل صنيعة من حولي , وجدت الملل من معالم وجهي في عزلتي , كغرفة ضيقة مهما تعددت الأبواب والنوافذ ستضل كذلك ..


اليوم صنعت الفصام في فكرة داخل رأسي وغداً ستجعله واقعي , وأنا لا أملك أية أمنية ولا فتات حلم , مولودة من حجر , وكل ما أريده أن لا أفقد عقلي , خذ كل شيء ودعني أفكر , دعني اصنع عالم من خيال تعيش فيه "أنا" حيث الناس طيبون للغاية والأمهات مازلن يحببن أطفالهن , والجدات يمارسن التطريز وهن يفكرن في أصل الحكاية "تلك التي ستأتي لزاماً قبل النوم " , عن الآباء لانراهم كثيراً لكننا نشعر بحبهم كل لحظة , عن أرض لاتزال مخضرة والمطر فيها خير وبركة , عن أشياء مثل الزينة في السقف تدور وتصدر أصواتها الناعمة دون توقف فقط لتجعلك تحلم دون خوف ..
عالم بسيط جداً في التركيب عميق في التكوين , تكون الناس فيه من أسماء ومشاعر لا يوزرات ومظاهر , نكون فيه أحلام تسارع الزمن لتتحقق وهي سعيدة أنها تكبر لأنها لم تدرك بعد أنها ستكون خاتمة .. 


وينتهي الخيال ..
وأتوجع أكثر ..
فقط لو أني لم أحلم , فقط لو أني لم أترك العنان لفكرة  , فقط لو بقيت كما بقي الجميع بنفس الأفكار الموروثة , بنفس الأحلام الجاهزة , دون المزيد من الخيبات , هكذا كما يطلب مني الجميع أن أكون , لو بقيت كذلك لما أصبحت موجوعة الآن ..
ولأعلن مصنع الخيبة إفلاسه منذ أعوام .
.
.
عابر سبيل ..
"طلع حرامي" .
تعرف كيف أصبحت الآن ..
كغريب ..
يبعث وجوده بعد مائة عام على الريبة .
مثل مساء مهما يكن طيَّب القلب لن يأتي سوى حالك ..
موجوعة اليوم أكثر من قبل ..
وجاء الوجع كختام , كمرض لايرجى برؤه ..
كشيء ممتد حدود النهاية ..
كروح مجعَّدة حد الاختناق ستزهق..
كجسد يتهادى على حبل قاطع يشرف على جهنم .
كوجه ضيًّع الملامح ..
فلم يعد يستطيع البكاء .


ككل الأشياء التي تأتي جميلة لكن ناقصة , والنقص كهاوية يسحب ماحوله ليتمدد , وكل ماكنت أحكيه عن العزيمة وعن البقاء للأقوى وعن الأيام كيف ستتفتح , عن العمر كيف في يوم ما سيزهر وكيف ستكون الأحلام حق مشاع للجميع والكون سيصبح أفضل , عن ثقب الأوزون الذي هو مجرد نجمة سقطت أو شهاب حاول الإنطلاق وأن هذا الثقب سيحمل الحياة الأجمل , فربما فتح الكون لنا على شمس أكثر دفئاً وسماء أكثر صفاءاً , كان كله مجرد كذبة , " فلا تعد لتصديقي تارة أخرى " ..


هيا ..
لنخوض في حديث غيره ..
لنتحدث عن القيامة .
عن أشراط الساعة الكبرى ..
عن الكون الذي يتداعى والخرائط التي ملَّت ذاتها ..
عن الماء كيف يحتضن النار بكل شوق ولاتنطفئ ..
عن تلك اللحظة الخاتمة .
عنها تتقدم ونحن نتحدث عن الثورات والمظاهرات والكرامة الانسانية ولم ندركها بعد ..
ولا أعلم لماذا الآن ينتزعني اليأس ..
وأتذكر صديقتي وهي تحدثنا , كان حديث بسيط لم يتجاوز أسطر " أمي من فترة تشتكي من سخونة مفاجئة , كل اللي قلته لها يمكن تكون أعراض سن اليأس لتنفجر باكية (يأس وأنا باقي ماعشت ) " ..
بسيطة .. كلنا يعيش سن اليأس .
والمشكلة في شحَّ البكاء ..
.
.
حياة الماء , لا لون لا طعم لا رائحة , ومهما تنوعت مصادره لايكون سوى الماء "H2O" ولا يأتي سوى بهذه الصيغه , تحت كل الظروف يكون ماء , ولا أظنه في يوم يفكر تغيير نكهته , ولايزال أهم مكونات الحياة .
.
لا زلت ألقي الأكاذيب كعادتي , أختلق الأعذار لفساد الحياة , لكن لاعذر اليوم كلها تأتي متأخرة وواهنة , كلها تكون كماء لا للسباحة ولكن للغرق , افتح بعدها الماء وانزوي تحته وأسأل كيف يمكن يكون طعم الغرق .
كيف يداهمك الموت دون أن يلقي التحية , كيف تدخل في كابوس دفعة واحدة دون حتى أن تفكر متى ستفيق , كيف يكون طعم الموت , كيف يكون العمر فارغ منك , كيف تأتي النهايات فجأة وأنت لم تخض غمار الحياة بعد .
وستعرف طعم الغرق بعد أول شهيق تعبئ به صدرك حال نجاتك .


مابال من ينتقل من غرق لغرق .
لقد ذقت طعم الماء من قبل , مابال الكهرباء كيف سيكون طعمها , أعرف فقط أنه سيكون لاذع في القلب , إذن مابال السقوط من أعلى هل سيبدو طعمه بنكهة التحليق أم بنكهة السقوط , هل الحبل حول العنق سيكون بطعم الغصة , كل ذلك معروف طعمه وقليل منا يعرف طعم الحياة ..
.
.
فقط "أُش" ..
هنا شخص يريد أن يموت في هدوء من دون ألم .
من غير آه ..
فليحترم أحدكم رغبته , وليختار وروده بعناية , أريدها من غير شوك ..
ولتفرحوا له لأنه حقق في موته مالم يحققه في حياته ..


.

وللعالم الصفري "Stop" .

السبت، 1 سبتمبر 2012

تشويش .. من حيث انتهت روحْ .


أقلبْ عن العالم ..

ذلك العالم الذي استمعت إليه عمر كافي دون أن ينصت إلي ولو لمرة واحدة ..

اسكتْ !

لايزال هناك تشويش ..

أطفئ الشاشة .

تظهر صورتي الخافتة على الشاشة ويعود التشويش ..

انفض يدي بعد أن تأكدت أن مصدر التشويش هو رأسي .

وحيث أني لن أجد أصدق من مرآة "
سألتني "لماذا..؟"
أجبتني " ششششششــشششـ ...... "

 
اسحب من خلفي الخيبات كحبل ممدود معقود في أطرافه علب معدنية فارغة , مهما هربت من صوتها المزعج سيزيد إزعاجاً , والحبل معقود قريباً من عقلي حتى أكاد أجن , هكذا بررت للجميع سبب قص شعري دفعة واحدة .

"مجنونة ..شعرك حرام " ..

كانت هناك علبة معدنية واحدة بين خصلاته وبها بقايا عصير متخمر له رائحة كريهة ويتخذها النمل حديقة مجانية ..؟

"يبدو أنك تفقدين عقلك "

لم أفقده بعد وإلا لتوقف رأسي عن التشويش ..!

 
أفكر في أمي كثيراً هذه الأيام , قد تكون هي سبب " ششششــ" ! , هل يجب أن تكون على حق دائماً فقط لأنها أمي ..؟

لن تكون كذلك عندما تكون إمرأة أخرى تحضر إلي في الساعه الثانية من منتصف الليل كلص لكنه يقدم إلى يدي خاتم بعين زرقاء ورموش ذهبيه بعد أن عاش عمر على يديها ثم تقول لي " عن العين يابنتي " .

لكن عندما تكون هذه المرأة هي أم جافاها النوم وأثقل قدماها التفكير فترتكز على الأرض بشدة لتقدم لي " عن العين يابنتي " ستكون دائماً على حق .

لا أعلم لماذا كلما نظرت إلى عين الخاتم انتابتني رعشة جافة وكأن العدسة ستسحبني إلى عالم معتم لن أفهمه إلا بطريقة مقلوبة نكتب فيه رسائلنا من الأخير ..

ستكون فكرة أن الخاتم مزود بكاميرا مراقبة أكثر واقعية !

يعلو صوت " شششششششـــ ... "






هرمنا ..!!

هذه الكلمة تحتضن الكثير من الكلام , ليس لأنها مصير نخافه ولكن لأنها قيلت بصوت يائس بصدق ..

هكذا أعلم أنه لن يقرأ في حروفي ذلك الصوت المهزوز أو الصوت المتعرج والذي يصعد فجأة دون مقدمات ثم يهوي على وجهه دون مقدمات أيضاً , لن يقرأ ابتسامة السطر الأول وحزن الثاني وصدمة الثالث ولن يعرف أن ثمة سطر رابع تم شطبه .

لن يدرك من حكاياتي له كل ليلة أنني أستعجله قتلي ..

وأن حكاياتي تلك هي أنا بلغتي التي صنعتها والتي تبدأ بحرف الياء وتنتهي بالألف !

ويسألني ..؟
" كيف كنتِ تتمنين لقاؤنا يكون "
يرتفع التشويش ...

 
هكذا أعرف أننا هرمنا , عندما يغطي العقل كل لقاءاتنا ويحشر نفسه في كل جلساتنا هو من يتحدث وهو من ينصت ومن يكتب ومن يقرأ إلخ .., سنعرف كيف قد نكون هرمنا ..


فنطرق أبواب التغيير ولا يفتح لنا سوى الروتين .

ليدخل الصمت ..

كوب حليب دافئ ..

فرشاة ومعجون ..

أولاي بالتوت البري ..

تلاوة خاشعة ..

بطارية توشك على النفاد ..

رسالة أدب ..

و" اششششـــــ ... "

والسؤال الأهم ..
هل يعرف المجنون معنى الملل ؟

المجنون يعيش كل لحظاته وكأنها الأولى لأنه لاينعم بذاكرة صلبة تسجل مايمر به من أذى ..
المجنون يعيش السعادة لأنها تعني الرضا وهو لايعرف كيف يكون السخط .

لم نبلغ الحلم بعد .
ابسط يدك .. عندي لك حديث طويل ..
عن صوت يفوق اللغة .
عن كلمات خاصة جداً نلفها في منديل مزركشة أطرافه .. ثمين .
عن عمر يسير على مايرام .
سأحدثك كتابة .
.


يدك تبدو مجعدة أكثر من قبل وكأنك أدمنت عجن الحزن في غيابي يارفيق ..
ابسطها ودع الحزن يرتاح قليلاً ولندَّعِ الفرح أياماً معدودات .
ولن يزرع الفرح فينا غير الصوت .
لذلك سأخبئ صوتي لك في رواية وسيصلني صوتك بطعم الفستق .


.


.


تعرف !


تباً للغة ..
إنها عاجزة عن كتابة الصوت ..
عن طباعة المفردة كما في لحظة ولادتها بكل الصراخ المخبوء داخلها ..


عن التعب في كلمة "أووف " , عن الإنتظار في نقرات الأصابع على الطاولة , عن القلق في قرع الأرض بقدم مرعوبة , عن كتابة لحظة سعيدة بالغه تتعالى في شهقات , عن الأصوات الخام والمكررة والمعاد تدويرها , عن تلك الأصوات التي تقف اللغه أمامها عاجزة ..


عن صوتك ..


.


.


سأحدثك كتابة ..


جو هذه الليلة مخيف يركض خارج أسوارها النباح , وكأن العمر قط هارب من أمام سيارات تتخطى حاجز السرعة المسموح بها خارج النافذة , وتزيد الشاشة الزرقاء من التشويش على إحتضار الوقت عند خط البداية .
الصوت المتوحش يتحول في كل مرة عند منتصف الليل إلى كلب أليف يستدرج قبلة (اعتبرها اسطورة) , والشبكة المشغولة بإصطياد الأرواح وزجها في قبو لتتخمر ستغرق في يوم ما "العالم" (إنها رؤية) , الفراغ ذو الأنياب له صوت حسيس يخبو مع الأيام ليصبح لحظة عابرة (مقصلة) .


.


.


ولو كنت تعرف لحديثي صوت لن يكون سوى اللغط ..
ولو كان للقراءة صوت لن يكون غير الزمزمة ..
هكذا تتغير القنوات في رأسي حتى تصل إلى صوت إنطفاء