الجمعة، 7 سبتمبر 2012

فوق هام السحب ..

هذا الوطن يدفعنا قصراً نحو هاوية معتمة من الحقد المنتن ..
وكل مرة يتركك أمام خيارين لاثالث لهما , إما أن تبني لك وطن داخلك بالمواصفات التي تهمك والتي تبحث عنها أو تكره وطنك وتسوء صحتك ويهتز بدنك ثم تغدو متشرداً صعلوكاً لايملك منزلاً وليس ثمة شارع متاح يمكنه أن يتوسد رصيفه ..

حسناً لنرى ماذا يمكنها أن تصنع ميزانية مثل  12 مليون ..
حسب ترتيب الأولويات ..
التعليم له نصيب , قد تكفي لبناء كم مدرسة بدلاً من مباني مستأجره متهالكه تقف في وجه التعليم , تعيين عدد لا بأس به من القنابل الموقوته والتي أنا واحده من ضمنها, تخصيص رواتب للمبدعين والمبدعات لتكون حافز للتطوير وليس حافز للخمول والجلوس وإدمان الإنتظار وعدم الإكتفاء من الإذلال, المساهمة في التطوير إن كانت كل المشاكل السابقة لامحل لها من الإعراب كتدشين مدراس إلكترونية ومواكبة التطور .

الصحة حدث ولاحرج , كم يمكن ل12 مليون شراء أسرَّة وتجهيز مستوصفات طبية صغيرة في القرى النائية , دعم الإسعافات وسيارات لنقل المصابين , شراء هليكوبترات للنقل الجوي إن دعت الحاجة , كم عملية ستدفع حقها وكم علاج للسرطان يمكنها شراؤه , كم مستشفى حكومي يمكنها التدخل فيه وتحسينه , كم ممرض وممرضه  عاطل وعاطلة يمكنها دعمه وتوظيفه ..

المرور .. وهنا أفكر في القيادة عند المرأة كم ستكون المطالبة بها ضرباً من الجنون , قبل المطالبة بذلك ومجرد التفكير فيه علينا المطالبة بأكثر من تحسين للشوارع وزرع أكثر من إشاره وبناء أكثر من جسر لحفظ الأرواح العابرة , تسهيل حركة المرور بالأنفاق , تحسين الشوارع غير الرئيسية التي عادة لايعبر منها الملك , تعبيد الطرق بين المدن والنظر في ملف الأرواح التي أزهقت خلال السنتين الأخيرة فقط , قد تكفي لسداد ساهر والذي يثقل كاهل الطبقة المتوسطة ويدفعها راغمة للوقوف بجانب الطبقة الفقيرة ..الكثير من الأمور يمكن ل12 مليون فعله في تحسين المرور ..

غير الكثير من الخدمات الهامة والغير موجودة , مراكز إستشارات أسرية , دورات تثقيفية جبرية , توعية صحية ونفسية مجانية , المساهمة في تخفيض المهور , دعم مشاريع الزواج والأسر المحتاجة , التكفل بتسديد الديون من دون إراقة لماء الوجه , إعتاق الرقاب من غير منة أحد كحق قائم في الدولة "كم يمكنها عتق رقبة بحاجة لذلك "..

أخيراً ..
هل يفكر أحدكم مثلي في حقه من ال12مليون المدفوعة والتي "بح" .
فأنا لست سوى فتاة لاتهتم بالرياضة ولاتجدها إلا جانب يجب أن يأتي في الإهتمامات الأخيرة وليس قبل التعليم والصحة ومشروعات البلدية , ترى أن الرياضة يجب قبل أن تدفع "من الباب للطاقه" 12 مليون , عليها قبل ذلك أن تكون متأكدة من الشرف الذي ستناله , تجد في الأولمبياد أن الرياضة ليست فقط "كرة القدم" فمابال الميزانية تمشي بشق مائل يصب في كأس القدم ولايصب في الرياضات الأخرى ولو بنصف الإهتمام والدفع , تجد أن على الوطن التفكير في تحسين الرياضات جميعاً دون تدليل وتطبيب ولا إجحاف ولا خبط عشواء من تصب , ترى أن من حقها الطبيعي  بناء بنصف المبلغ فقط نوادي رياضه نسائية بجودة عالية تحفظ للأسرة المحافظة قيمتها من غير مشاغل نسائية بدائية ومشروعات سرقة ودسائس ومخاطر لاحاجة لها  ..

أفكر في حقي من ال12 مليون لو كان لي حق في هذا الوطن , فلن أتركها يركلها أوراق كوتشينة ودمى متصلبة بينما هناك شعب بأكمله قد تنعش حياته هذه الملايين وتكفل له حياة صحية مستقرة .. هناك حيث الجرح لايزال وسوريا ..

من السيئ فعلاً أن تكون حادثة الفقاعة الكروية والأموال المدفوعة بلا وجه حق بعد الحديث عن إنقطاع البترول وتلك الأجيال التي لن ترحمنا من السخرية والإزدراء , ومن أكبر المصائب أن تدفع هذه المبالغ لتتم هزيمتنا "أي شرف هذا الذي ساقوه لنا بأقدامهم المنتنه " .

يكفي ..
كم محبط وخائف وسجين ومعتقل ومريض وجاهل ومديون  يضم ترابك ياوطني.. كم حانق وغاضب ومدمن وهارب ..
وفوق هام السحب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق