الأحد، 17 فبراير 2013

Wolf Larsen - If I Be Wrong




ياصبر أيوب ..
  أبحث عن حاشية فارغة لبضع كلمات , ووجدت هنا بياضاً يغري بالتلطيخ ..

حائط وبخاخ : لاتعطي سرك لأحد حتى ولو كان هذا الأحد نفسك .. ماذا يعني .. هذا يعني أن تبتلعه وتغص به قبل أن يجبرك أحد على جمعه من أفواه العامة وتغص بالحسرة حينها. يعني أن تبقى يقظ حتى في نومك , صامت حتى أثناء حديثك , ولاتظن كل من يبتسم أنه سعيد لرؤيتك فلا تكن سعيداً برؤية أحد حتى لو كان الأحد هو أنت عابر بالمرآة ..
 
الناس ليسوا الرب والرب ليس الناس .. يعني لاتقدم رضى الناس على رضى الرب ولا تؤجل رضى الرب لإستعجال رضى الناس , ولاتعامل الناس بنفس تعاملك مع الرب بالخضوع والخنوع وكشف المستور والترجي والدعاء والتأمل والبكاء , أغلق الأبواب على الناس وأفتح كل أبواب السماء ترتاح وتسعد وتكن ملك في الأرض ولو لم تملك نفسك .. الله يغفر الخطيئة , والخطيئة تقربنا إلى الله زلفى إن تبعتها توبة , وتكرار الخطيئة لايعد في عرف الدين النهاية والحكم المؤبد , لكنه يعني في عرف الناس العقاب .

الناس أجناس منهم من يبادلك طيبة نفسك ومنهم من سيسحبها منك عن آخرها , منهم من لايرى فيك سوى ماتقدم وكأنك محض آلة يزيد سعرها تبع نظام التشغيل والأداء , ويمحو بذلك روح الإنسانية فيتحول العالم البشري لنسخ مكررة فاقدة لهويتها كشيء ينتهي بمجرد انتهاء سبب وجوده أو حسب تاريخ انتهاء الصلاحية , والبعض يبقى في الأعماق لأنه يعرف كيف يتحدث بعمق ويعطي بعمق ويأخذ بالعمق ذاته فيحقق الإنسانية ولو كانت تلك الإنسانية حمالة أوجه لكنها تبقي للطبيعة جوهرها ..

لاتغادر أحزانك وأفراحك وحالاتك المعتادة مفاجأة لأنها ستفشي للآخرين أسرارك , ستحدثهم عن سبب ومسبب كما أنها ستترك أثر النار في حياتك وندب كلما مررت أصابعك عليها أعادت لك ألم النزعة , وتكتم في صدرك صراخ ستفضحه عينيك ..
التنازل مرة يعني أن تتنازل ألف مرة ومرة , يعني أن تظل بالأسفل بالقاع وتظن أنه التواضع وهو ليس سوى غباء , العالم كله يتجه لأعلى وسيؤلمك منظر البالونات التي تعتلي طبقات الهواء دون جهد منها سوى أن كانت أخف من الهواء .. لذلك لاتصنع لك أجنحة لربما اهترأت ولكن اجعل لك سلماً إلى السماء ..

العالم بأسره يتجه نحو هاوية لم تحدد إحداثياتها بعد , فسيكون من الصعب جداً أن ينتهي العالم وتنتهي أنت دون أن تعيش لحظة واحدة حقيقة , وقد ادخرت نفسك ليوم ما وعندما تفتح ذلك اليوم ستجده وقد كتب عليه "The End" , وكأنما صنعت نفسك بقوة وحزم لـ.........لاشيء ..

لاتحاول تكون غيرك ولاتحاول تكون أقل من أنت . الآخرون هم الظل وأنت الأصل , فما تقدمه أنت من شعور هو ماينعكس عليك , فما تحمله للآخرين من خضوع سيعود عليك بخضوع مثله , وما تهديه الآخرون من هوان سيكون لك نصيباً منه , كأجسام عاكسة عليك التعامل معها بحذر شديد , ولاتسرب من نفسك غير العزة وصدق "من يهن يسهل الهوان عليه " ..

هم مجرد ورق صالح للاستخدام ولايمكن الكتابة على وجه الورقة أكثر من مرة , جعد من الورق ماتشاء واحفظ في ملف الذاكرة منه ماتشاء " رتبها .. بعثرها .. مزقها .. قصصها" لاتترك في نفسك حاجة , كن فقط منصفاً لا ظالماً ولا مظلوماً ..
كل العالم والكون ليس كذلك دونك تذكر ذلك جيداً , فمن دونك الكون مجرد علبة فارغة , أقبل بقوة وارحل بالقوة ذاتها ..

الحب عذاب ..
الكذب حبله قصير ..
 الخمول حيلة الضعفاء ..
الحركة بركة ..
إ ق ر أ ..

*الصورة من تصويري .

ولد إبليس ..


/ في كون يكرر بداياته , وتصب نهاياته في قالب واحد , جاءت بدايتنا معاً مختلفة كثيراً , وكأننا خطونا بخطوات قلوبنا من خط النهاية في تصاعد روحي لبداية تائهة أو لم تتكون بعد ..

ودون إذن مني ولا أذن منك , وجدنا أنفسنا عالقين في عالم آخر يخصنا , لا حقيقة ولا خيال , هكذا فجأة تشابكنا جداُ ..
  تعرف كيف يكون التقاء الضدين , مثل أن يتكون لون رمادي هادئ من تقارب أبيض وأسود , يستحيل بعدها انتزاع الأجزاء البيضاء منه وعزل السوداء عنه , فكنتَ كـ ليل و جئتُ نهار , فصنع احتضاننا لوحة غروب فاتنة ..

أحطتني كلباس , في أي اتجاه اهرب منك أجدك , أي طريق أسلكه أراك تلوح لي بنبضك , في كل اللحظات التي تمر يعبرني شيئاً منك , طيف أنت تشكًلت على هيئة رشة عطر , فاستنشقتك عن آخرك , وعن آخرك عبأتَ رئتي , تسربت في غفلة مني لدمي , على هيئة إبليس في شراييني سبحت , تدفعني في كل مرة لعشق , حتى اقترفت تيتمي بك سراً وعلناً ..  
فاعتزلتهم وسكنت إليك , نزعتهم عني لارتديك , غلَّقت بيني وبينهم الأبواب وفتحت لك الفضاء بأكمله , فضاء قلب , فضاء يتردد فيه صدى صوتك وصمتي , فتحولت كلماتك لنبض ..



. *"قلبي متعب ..
 أمسح عليه حتى يغفو .."
*"داخلي فوضى ..  
أسكنك حتى أرتبها "  
*"تحتلني ..!
طالما كان قلبك الأرض المقدسة "
 *" لماذا الغياب ..؟  
أمنع عنك أنا .." .


تقوس صدري واحدودب ظهري , وتكورت على نفسي , وأنهد بي تباعاً وبالتدريج كل شيء حتى غدوتُ أخرى لست هي , سكنتُ بعدها ظلمة حتى استوطنت بي .. "

*أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه.. (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ)..
  (قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا)..
(يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ).
( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)
(قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ )..
(قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ )..
)اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا )
(رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ )..
  ( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ )..* .
 
وتحول كل شيء حولي لمنبه لذكراك , طريقي / حلمي / غفوتي ويقظتي / سقف غرفتي / هاتفي / مرآتي / قهوتي / اسمي / سهري والأرق .. وجف بعد غرق دمعي .. .
لا.. شكلك اليوم أفضل بكثير , وجهك مشرق , وسكينة تقطن ملامح وجهك من بعد تعب , نقاء يغلف روحك بعد دنس , حتى قلبك أراه ينبض باسترخاء .. كيف تشعرين بعد الرقية ..؟! أشعر بالفراغ .. .

*رقية المس العاشق " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ..

الخميس، 7 فبراير 2013

الصوت قلبي ..Ane Brun - Oh Love

هكذا تكثر إتصالاتي المتكررة دون رغبة في الحديث .. أرخي السمع جيداً ليلتقط البحة في صوتك الطيًب للغاية, ذلك الهدوء الذي أفتقده في حياتي بأكملها ..
تصاب بالذعر .. "فيك شيء؟"
أستمر في الصمت وأنا أرغب في حديثك الهادئ والقلق معاً كأنها الغواية والتفاحة المحرمة ..
ثم تأتي "أها " منك وكأنك وصلت لحل هذ اللغز , لتسكب صوتك في قلبي أكثر, وأنا أطلبك المزيد..
صوتك هاته .. فقط أريده ينام معي ثم يستيقظ للمزيد من الحياة .. لنصنع الشمس معاً ..

تعرف..
سمعتهم يتحدثون أن أكثر الأرواح إرهاقاً تتمسك بنغمة , أن الصوت يعمل فيها كالسياط , وأنا أصبحت بروح رقيقة للغاية يخدشها الصوت وتبكي وتتوجع منه .. أحاول إيضاح ذلك للجميع لكن كل كلمة تجد نفسها صغيرة على مثل هذا التوضيح .. لن يفهمها أحد
والصوت بسكاكين ولعنات تجعلها تتكور على أدنى ذكرى حنونة مثل جنين .. تغمر رأسها في الذكرى تمسح ذلك الإزعاج العميق من أن يلتصق بالذاكرة .
 

لذلك روحي تصادق الصمت مؤخراً ليس وكأنها مغرمة به , لكن لأنه يشعرها بالأمان , الليل الطويل دون همسة والصباح دون إزعاج العصافير ومناداة الباعة المتجولين , تحشر رأسها في صناديق معدة لتمنع الصوت .. فتحولت لعزلة تامة فالحياة كلها مجرد بقعة صوت .. 

فكان صوتك نبضات , كان صوتك لون أزرق متوهج ورمل ذهبي لمًاع وقارب أبيض ..
كان إمتداد لسحابة وبحر .. فكان ذلك الحد الفاتن بين لونين يحملان نفس الفكرة عن الكون .
كان كمشاهد السينما المعبأة بالنجوم والرقة .
كيف أقول ذلك .. إنه نهر يسكب في صدري فتنبت الحياة من جديد .

لذلك أريد منك تعريف الكون من جديد ’ أريد سماع هذه الإشارات منك .. أن هذه شجرة فتنبت غابة شديدة الإخضرار والبهجة , هذا بحر فتصطف الأمواج في شقاوة وتضرب للكون تحية , هذا طريق فيمتد أكثر وتزهر جوانبه وتخرج من حوافه الأرانب والسناجب , هذه سحابة فتبكي من شدة سعادتها , أنا عاشقة فأتحول في بضع خطوات لراقصة لاتشعر بقدميها , وأنت أغنية فأرخي السمع أكثر فتغسل عني كل تلك الأصوات الهزيلة والحزينة والسوداء والمتشائمة والمهددة وكثيرة الزن وكأنها نحلة أو ذبابة ..
إغسلها كلها وأعد ترتيب المكان .. ترتيب روحي .


أضرب أرقام هاتفك, حتى أرقامك أحب صوتها , حتى إنتظارك أحبه , حتى "هلا" أحبها جداً ..
أدخل في الصمت ..
تباغتني " فيك شيء " .
أخرج عن صوتي الخامل  ببحة في آخره جراء الخجل , لأقول لك "أريد صوتك "
ترد بإستنكار لطيف غير مؤذي " طوال سنة إزعاجات , فقط لتطلبين صوتي .. طيب ما أسمك ؟"
أغلق الهاتف بسرعة وكأنه سيكتشف أمري وسيغادر صوتك أو يحل محله صوت أفعى وعواء وعاصفة وصراخ ..