الخميس، 18 يونيو 2015

بعض الأشياء.

هرش أذنه مره، ثم عاود الكرة، ردد: قاتل الله الحساسية. ثم أخرج العم حسين المفتاح من جيبه وأدخله في أذنه اليسرى أولاً ثم أداره مراراً وتكرار، ولم تختل ملامح وجهه رغم تمعّر وجهي وانقباض قلبي، كرر ذلك في أذنه اليمنى مجدداً.
لاتفعل ذلك ياعم حسين، ربما تحتاج لمرهم أو قطرة تنهي هذه الحكة، لربما آذيت أذنك بهذا الفعل.
"يا ولدي وماذا سيفعل مفتاح مسنن في أذن صدئة غير أنه يجلو الصدأ" يعيد تركيب سماعته.."الأذن في مثل هذا السن مجرد ديكور لملامح وجه ملائمة أو كإسناد للنظارة، ليس أكثر من ذلك، لذلك هي الآن شيء مثل خاتم عتيق أو إطار نظارة أو علاقة مفاتيح".

أتذكر هذا الحديث وأنا أهرش أذني بمفتاح سيارة، أذن كبيرة ومجعدة، يفوتها الكثير من الصوت، يعبر من دونها الكلام، يسقط في تجاوفيها المعنى، لأستمر في عمر بالغ بوحدة صوت قاتلة والمتعة الوحيدة في ذلك هي استخدام أذنيك كشيء.