الخميس، 24 فبراير 2022

النوم في غرفة خاوية.


‏كان شعور مهيب ومخيف، الفراغ المحيط بالكامل يبعث على الخشية.

‏هناك قطع أثاث مستندة على الحائط بإنتظار إحالتها للتقاعد.

‏مصباح جانبي من محل ايكيا دون ملامح تميزه عن عشرات المصابيح مثله.

‏مفرش وحيد ووسائد وثيرة ومصباح جانبي صغير مخصص للقراءة وكتاب. وسبحة بخرزات بنية مصقولة بعناية، لامعة في جانب منها وكأنها كانت لاتنفك من يد صاحبها. ترتاح الآن متململة على طرف السرير المائل والذي يفكر هو الآخر في السقوط.

‏أنظر للسقف. حتى وأنا مستيقظة لأربعة وعشرون ساعة، لايهم. فهذا عناد محمول منذ الطفولة. سيحين النوم متى ماناسبه الوقت.

‏أغفو.. وتبدو الغرفة الخاوية موحشة للحظات. لكن هذا الهدوء الذي يقرص القلب يخبرني أن كل الضجيج في الأيام السابقة مصدره كل هذه الفساتين المصلوبة في الدولاب سابقاً.

‏وملابس الرياضة التي فقدت لياقتها في درج الإنتظار، الحقائب والقمصان والبجائم والملابس الداخلية. وكأنها كانت تعبئ الليل بحديثها

بحديثها الهامس مثل دوي نحل.

‏كيف سيبدو حديث أدوات الزينة التي تراقب بعضها من بعيد وعلى مسافة آمنة، لكنه حديث لايخلو من حروب خفية لاذعة من تحت العلب البلاستيكية التي تحتفظ بينهم بتلك المسافات الآمنة.

‏وماذا عن حديث المجوهرات الفاخرة، في صندوق زجاجي ومبطن بالمخمل، كيف سيكون حديث ساكن

ترتاح أذني. وتصغي السمع للهدوء في خارج الغرفة. والحديث المزعج الذي انتقل لغرفة مجاورة على إنتظار. إلى حين عودة.

‏الوسائد التي لاتتقن الحديث بقدر ماتتقن الإحتضان والتثاؤب.

‏المصباح من محل ايكيا دون علامة فارقة، مصباح قراءة صغير جانبي وكتاب.


‏ 

‏أغفو بعد أربعة وعشرون ساعة.

‏وأصحو فزعة.

كان هناك صخب من حولي تثيره الفساتين وقطع المجوهرات والقمصان والعطور، يخبئ صخباً أعلى في قلبي.

‏وكل أولئك العابرون .. اللذين تركوا أغانيهم وغادروا.