الجمعة، 21 ديسمبر 2012

نون..: الأقدام الباردة قصة كذلك ..

نون..: الأقدام الباردة قصة كذلك ..: تعال نطوي عنَّا هذا الليل، نهرب إلينا من قسوة البرد، نتحدث بألف طريقة مبتكرة غير ماقيل لنا وسمعناه من قبل .. بأكثر صمتاً من قبل وأكثر معن...

الأقدام الباردة قصة كذلك ..


تعال نطوي عنَّا هذا الليل، نهرب إلينا من قسوة البرد، نتحدث بألف طريقة مبتكرة غير ماقيل لنا وسمعناه من قبل ..
بأكثر صمتاً من قبل وأكثر معنى.
أقول هذا وأنا موقنة أن الله كان كريماً جداً معي وأنت تحبني..
كان هذا الكون أفضل بكثير، والفراغ الممتد مساحة واسعة للإبداع, الفراغ اللوحة المنشودة من بقائنا معاً ..سنستمر متى مابقي في الفراغ فراغ .
كان كذلك صدقاً..
ولا أعلم أي صدق يمكن أن تحمله كلمة مطبوعة على ورقة أو في ظرف وهي لن تصلك, ولن أصرخ في وجهك أنك المعني بهذا الحديث قطعاً وأن ذكائك الحاد لن تنطلي عليه أسماء الشوارع للتمويه والتواريخ المزيفة.
 فكل يوم دونك هو ورقة تقويم مزيفة وخديعة لأستمر، لأبقى .
فهل أنت تفعل ؟
من المؤلم أن أكون وحدي محصورة في زجاجة حبك للأبد، لكنك تمضي في أكثر من طريقة للحب وأكثر من عطر، من المؤسف كذلك.. فأنت تعرف أني على الأقل أحاول الموازنة ودائماً ما أفشل.

لايهم ..
كل ماسبق مجرد فضفضة، هي كذبة الفضائيات وكلمات الأغاني, لقد صنعت منًّا عاطفة مجنونة لاتكاد تستقر على جانب، كل ماتفعله أنها تجن وتجن وتجن ..
وأنا أعبر حقل ألغامي هذه الليلة الطويلة, والبرد له يد في إرتكاب الجريمة , والأقدام الباردة قصة ولكنها حزينة ,ثم يحضر الفراغ الممتد والخالي من كل شيء يمكنني أن أكونه ، ثم لا أكون شيء ..
وهذا محبط للغاية وموجع .

لقد تخليت هذه الليلة عن كل أحلامي دفعة واحدة وأعلنت إنهزامي أمام الصعاب والتحديات , لأرمي أسفاري وأحمالي فأرتاح .

أفتح فيها شباكاّ صغيراّ آخر ماتبقى لي من عقلي وأمسح عنه التعب , لايهم لايجب عليك أن تكون نسخة مطورة من البشرية ولايهم إن كان نجاحك باهراّ أو صورة أخرى عن الفشل , لايهم .. فأنت في الكون الفسيح مجرد ورقة لاتملك نفسها .
رقم في حفيظة النفوس وعدد يمكن أن يكون سالباً .
فقط .. هنا على هذه البقعة لايمكنك الحلم بأكثر من الأمان .

ثم أدخل نوبة صراع، كنت أظنه صراع الخير والشر وهذه الآراء المتقلبة إنما هي الحد الفاصل بين أبيض وأسود, لكنه الآن يتضح أكثر وقد شبَّ عوده وتحول لفصام حقيقي ، هذه السلسلة من التقلبات المزاجية ، فالسعادة المتناهية لمجرد الإنتهاء من ترتيب المنزل وشرب كوب من القهوة مع رقائق الشوكولا..جعلتني أدمن الترتيب والقهوة والشوكولا لكنها لم تصنع المزاج العالي في كل مرة ، ثم الدخول في كهف المشاعر والبقاء في صمت وسكون كأنما هو إحتضار أو بمعنى آخر هو الإستيقاظ على حقيقة الإنعدام والسكينة القاتلة ثم التفكير في لذعة الموت وطعمه فالتخطيط للإنتحار بعدها يكون نفق الإنزعاج التام حتى من صورتي في المرءآه ..

هل يعجبك هذا ؟
هل تعتبرني لغز ؟
هل تظن أني فتاة مسلية وستكتشف معها كل يوم مشاعر معتلًّة ؟
لا أنصحك بالتجربة .. فأنا فتاة سامًّة للغاية وماعدت أجيد الحكايات مؤخراً إلا عن الموت .

أم هل وجدتني مربكة؟
فتاة مزعجة؟
وجودها مضر بالإستقرار؟
موسيقى نشاز ؟
لذلك انتهيت مني ؟
لم يكن لي يد في صنعي , حولتني الأيام لنسخة مشوَّهة من طفلة حالمة ..


في رأسي الثقيل بالصور، أبحث عن صورة واضحة تخبرني لماذا أنا تهت .

لماذا لازلت أحتفظ بصمتي ورغم ذلك رأسي يتحدث لي ..
لماذا كل حديث حماسي وفكرة مجنونة أصبحت تثير إشمئزازي.

لذلك ألقيت أفكاري عن كاهلي وسأمضي في حدود الحياة الضيَّقة.. عن وصفة تبييض وعن طريقة ترتيب السرير عوضاً عن ترتيب الشعور ، عن إعداد طبق دجاج بالكاري وأمسية محفوظة بالخطوات على المفضلة والنتائج التي يتحدثون عن أنها مضمونة 100%
عن مايجعلني أصرخ بصوت عالي وأندب حظي وأرمي بثقل الأيام على كتف أبنائي في سن الستين ..
عن الإرباك والتوتروالقلق والأرق الذي يجب على أبنائي حمله في جيناتهم .
عن الفصام الذي إنشق أخيراً وتحول لحالة ميئوس منها .

غير الكتابة لن يبقى لي شيء .
أقول هذا مجدداً لتهرع إلي من حدودك الضيًّقة كذلك وتنقذني من حدودي الضيًّقة إلى فراغنا الفسيح، حيث يتوجب علينا العيش معاً.
لأطفالنا المكتملي النوم والفكر والعاطفة .
لكل شعور جميل سنخلده داخلهم مهما كانت بشاعة المحيط .
لو كنت هنا فقط .. لأكتفيت عن إرهاق الكتابة بإلتفاتة نحوك وكلمة أحبك .. أصنع مني ضمًّة في أولها وأختار صدرك .

لأكتفيت ..
ولتحولت أقدامي الباردة لقصة أخرى .

الأحد، 2 ديسمبر 2012

لون ذا الليلة رمادي ..

في قريتنا الصغيرة , كل شيء واضح للغاية وكل القاع على السطح ..
من بين العالم جئت هنا, حيث كل شيء صغير للغاية في نظري وضيق, حتى أهلي مجرد نقاط تقاطع في محور حياتي .
تعال لتعرف كيف أننا عائلة مملة للغاية وفاقدة للألوان, حياتها تطوف حول الرمادي والأسود.
بل خذني إليك وإلى قصصك المدهشة وحياتك المجنونة, أتوق لتجاربك التي لاتنتهي ومواقفك المضحكة .. كنت تتحدث عنها بضجر وأنا أتأملها برغبة في اللمس والتذوق.

كيف حياتك الآن؟
لاخير ولاشر .. هل هذه تعد إجابة . فهي كل الإجابات الممكنة في رأسي, تعرف أن حتى في خروجنا للتغير نختار نفس الأماكن التي نزورها بالعادة.
حتى في المطعم نبحث عن طاولتنا المعتادة .

أتعلم ..
أشعر بغصة بسنوات عمري الفائتة, كيف يسقط الشباب دون رغبة أو جنون , كيف تمضي سنوات في حقل صارم وفي حدود ضيقة, في إطار واحد وخط مستقيم .
وهذا لايهم .
الكارثة أن تشرف على الثلاثين ولم تكتسب من عمرك غير التيه أكثر من قبل والضياع, لتدرك فجأة أن تنشئتك هي السبب في دموعك الآن وفي حزنك وفي وحدتك .لو كانت أكثر هدوءا وأكثر رحمة لسارت الحياة لما هو مقدر لها, للنصيب المكتوب دون أن تعاند وتبكي وتلطم وتصرخ وتحاول الخروج من دائرتهم الضيقة لنقطتها المتكومة على نفسها .. لايمكن إلا أن تصاب بالجنون في نهاية المطاف وتصبح بليدة وحضورها قاتم وكلامها كله أصفر مخادع وبلا نكهة وله رائحة العفن .

تعال ..
أسقط في بئر ليس لها قرار ..
وقلبها الطيب والذي تعرفه لايزال طيب لكنه مصاب بالإكتئاب, وجسدها مصاب بالحمى والأرق ..
عقلها لايتوقف عن التفكير والدوران, فليست هناك نقطة أمان واحدة تتكئ عليها وتلتقط أنفاسها, الركض يحث الركض الذي بعده والسرعة تزداد, لو كانت رجلاً فقط لكانت تضحك على هذه الأحاديث الآن مثلك وتحيك النكات .

القديسة ..
ملاكك, دنستها الشياطين والأفكار في رأسها من شرر, ضاعت تماماً منذ آخر لقاء وحتى آخر حديث ومنذ آخر كلمة ..
تاهت بالمعنى الحقيقي للتيه, تسير في الأرض فقط لتصل لنهايتها, لم يعد هناك مايدهشها إلا قدرتها على الحزن والبكاء .

مؤخراً كنت أسأل أمي ..
هل هذا الإكتئاب وراثة عنها أم هو صناعة يدها .
غير أني في كلا الحالتين لن أسامح .
فقبل خمسة عشر سنة لم أكن كذلك, وكنت أعرف متى يتوجب علي قول لا, لكنها مؤخراً أزيلت من قاموسي لتتحول لا بصوت عالي إلى هزة خفيفة برأسي وعيون تبحث في الأرض عن قرار .

تدهشني الساعة, وأفكر في موعدنا , هل يأتي .. هل يمكن ,, وماذا بعد ..
أشك في حال الرجوع بتذكر الفرح .
لقد نسيته تماماً ..
وكل أحاديثي تحولت لسامًة, ليتك تشاهدهم وهم يحولون رؤوسهم في بداية الحديث للجهة المقابلة لتدرك كم هو الوضع حرج.

ها أنذا ..
تهويمة .
أقف في طريقي لطريقي ..
أنتظر إهتمامك وحديثك ورغبتنا في الحياة معاً ..
عذراً هل لازالت رغبتنا أم أضحت رغبتي وحدي .

صديقي ..
أحتاجك وجداً ..
فهذه المرة فشلت في الإنتحار ..
وأعرف أن انتحاري سيوجعك ..
صديقي ..
ماذا بعد ..
الزجاجة التي ولدت داخلها أصبحتْ الآن داخلي ..
وداخلها عجوز ..
تخاف
تخاف كثيراً من الزمن .
صديقي ..
كما جرت عادتي ..
الولوج للحديث عني دون أن أتأكد هل أنت فعلاً على الطرف الآخر .
صديقي ..
في أمان الله .


.
.

"ألو ..
آسفة, غلطانه "