الاثنين، 28 يناير 2013

فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي


دوستويفسكي ..

*مخطوطة لكتابة بخط يده في رواية الأخوة كارامازوف


العملاق الروسي, الكاتب الإنسان بالدرجة الأولى , لا أدري كيف يفعل ذلك لكنه لايكتب إلا الحقيقة ولو كانت محض خيال إختلقه.

كل مايكتبه واع وعميق وصادق لدرجة تشك فيها بأن الكتابة تمت بالقرب منك وبالتلصص عليك وعلى إنطباعاتك وأفكارك وكأنها صاحبة يد خاطفة تُكتب للتو آن فتحك لها .

أظن السبب في قربه منك أنه قد يكون عانى مثلك أو أشد, لطفه وترققه نتيجة لتلك المعاناة في صراع مع طفولة بائسة ..

الغريب في الأمر أن كل سير الكتًّاب لاتنفك تركز على الطفولة وأثرها العميق وأنها اليد الخفية خلف إختيارات الكاتب وإنطباعاته .. ويهوًّن المجتمع من مرحلة الطفولة ومن أثرها وأنها مرحلة يتم تجاوزها للأبد كالمراهقة والتجارب الفاشلة .

يبدو أني أثرثر ..

حسناً إنتهيت للتو من رواية " مُذلون مهانون" للكاتب ذاته, ورغم أنها مصنفة من الروايات الطويلة إلا أنني لم أشعر بذلك إلا في بعض الفترات المتفاوته خاصه في حديثه عن "أليوشا" ولو أعد البعض هذا عيباً في الرواية فأنا أعده ذكاء , فبهذه الطريقة تم الإستخفاف بأليوشا والحنق عليه فكأنما هو تعمد ذلك لزراعة الملل .

الرواية كما وقد عرف عن ديستويفسكي نزعته للخير وتأثير المجتمع والحياة التي عايشها وطفولته البائسة وإنحدار القيم والأخلاق .. فقد نافح في كتاباته كلها عن الخير ووضع الخير في مقابلة وجهاً لوجه مع الشر السحيق .. ليست حرباً ولا "الجريمة والعقاب" لكنها صراع المشاعر بين الوهم والحقيقة يكثر فيها النزعة الوجودية والعمق الفلسفي ثم يمسك بزمام الفضائل ويتحدث عن الصراع بين القلب والعقل ثم إنتصار الحكمةفي الخاتمة .


في بداية الأمر كنت مفتونة جداً بفانيا وأشفقت عليه طوال الرواية ثم غضبت منه أحياناً , غضب مخبوء ومتنقل بين غضب ناتاشا وبين غضب هيلين , وبين ركضه المستمر في كل ناحية لإرضاء الجميع وكأنه الابن البار للكون .


بين ناتاشا وبين هيلين إنقسمت , بين خوف ناتاشا من الحقيقة المرة رغم معرفتها لها مسبقاً وإصرارها على تغيير الأيام والضغط على أصابع الحياة لتسير وفق ماتشتهي , رغم حبها القوي لأليوشا لكنه في ظني ذلك الحب الكامل الوافي من جهة والناقص من الجهة الأخرى , تجاوز حبها له قلبه لروحه الساذجة والطيبة والتي لاتعرف حداً ولاتضع للآخر إعتباراً مادام يحب الخير للجميع , وبين عيون هيلين تطارد قلب فانيا وتكتم ذلك لأنها تدرك كل الحقيقة من حب فانيا لناتاشا .. الحب الذي أعمى قلبه وحوله لفرد مطاع يسعى لإسعاد حبيبته دون الظفر بها وبذل الجهود المضنيه ولو على حساب إدماء قلبه .


الكثير من مفترق الطرق .. الكثير من الوعورة والتأرجح , الكثير من التأمل والسكون والتفكير , الكثير من التأنيب ومحاولة الخروج من رداء شخصية لتقع في أخرى .. الكثير من التيه ولكن تتم النهاية كأن كل شيء مجرد حلم وانتهى ..كأنها تكملة لمابدأ بالفعل وأردناه أن يكتمل .

ستجد نفسك محصوراً في أحد أفراد الرواية مهما حاولت المراقبة والإفلات .

ممتعة وبسيط وعميقة وتصل للقلب .

بعض مقولات دوستويفسكي ..


بعد سنين شرح دوستويفسكي إلى اخيه المعاناة التي تعرض لها عندما كان " يغلق عليه التابوت ". وصف له الثكنات العسكريه المتداعيه، والتي كما وصفها بكلماته عندما كتب " كان من المفترض ان تهدم منذ سنين ".

في الصيف، اجواء لا تطاق، في الشتاء برد لايحتمل. كل الأرضيات كانت متعفنه. القذاره على الأرض يصل ارتفاعها إلى بوصه (مايعادل 2.5 سنتمتر). من السهل أي ينزلق الشخص ويقع.... كنا محزومون كالسردين في برميل..... لم يكن المكان كافي لتستدير..... من المغرب إلى العشاء، كان من المستحيل ان لا نتصرف كالخنازير.... البراغيث، القمل الخنافس السوداء كانت متواجده بالمكيال..."

/

 " كيف أبلغهم وجها لوجه أني لا أنوي أن أجد وظيفة بل أحب أن أكتب روايات " ..

/
"الشعر خزعبلات وترهات باطلة وعمل لايجدي , حسن أن ينظم الشعر طلاب المدارس الثانوية أما أنتم الشباب فالشعر يقودكم إلى مستشفى المجانين "

والكثير مما يجب ألا يقص من حضن الرواية .


الاثنين، 21 يناير 2013

Blue Book ..

blue books 2 019
blue books 2 0212blue books 2 007
Untitled-1111
Untitled-222
Untitled-1333
SALE,Beach Wedding,Table Setting,Blue Wedding,Instant Collection,Nautical Book Decor,Vintage Blue,French Country,Distressed Decor
SALE,Beach Wedding,Table Setting,Blue Wedding,Instant Collection,Nautical Book Decor,Vintage Blue,French Country,Distressed DecorBook Boxes.jpg







المزهرون بالسعادة والرضا والبساطة ..شكراً

التعامل الإنساني الراقي غير مخصص للطبقية..
التعامل بهدوء وإبتسامات وانتهى الأمر قد يكون أكثر سعادة من ضحك صاخب.
كنت أبتسم له من أعماقي، ليس لكونه لطيفاً للغاية مع الزبائن ولا لأنه قد أسلم مؤخراً ولا لكونه منحني كوب القهوة وثلاث قطع دونت مجاناً .. لكن لأنه إنساني جداً ولم يفكر في إستغلالي كباقي العمال في أي محل ولم يتصنع الهوان والذل والحزن ليكسب بعض القطع النقدية شفقة.
أردت أن أربت على يده وأقول شكراً شكراً شكراً ..
لقد كانت الهدايا المجانية بسبب تعطل ماكينة الصرف ولم أكن أحمل معي فكة وكان هذا الإكتشاف بعد تجهيز الطلب.
ابتسامة العامل الفلبيني "خالد" كما سمّى نفسه صنعت باقي اليوم بشعور مريح وضحكة.

كنت أظن أن هذا الشعور الجميل لمرة واحدة ولن يتكرر .. حتى كان وقت تسوقي وحين اضطررت لركن عربة التسوق بجانب إحدى أكشاك البيع. كنت كخائف من الإستئذان والطلب ليأتي الرد بجفاء .. لكنني إستأذنت الشباب في ركن العربة واللحاق بالمكتبة والعودة في غضون نصف ساعة .. نصف ساعة كثير جداً وقد يغلقون الكشك كبقية الباعة .. ورغم امتناع صديقه لكنه ابتسم وأكد علي الرجوع في أقرب وقت وأنه بإمكانه الإنتظار في حال دفعت إيجار الموقف .. قالها وكان يريد إزاحة الإرتباك من الموقف كاملاً .. وعند العودة شكرتهم على لطفهم وهممت بالمغادرة وصرخ بصوته "والعشرة" ارتبكت فلا أحب أن أكون قد استغللت أحدهم أو ظهرت كالبلهاء .. عدت أبتسم وأنا أبحث في الحقيبة عن أي عملة نقدية ولم أجد .. ليضحك بصوت عالي وببساطة يؤكد أنها مجرد مزحة.
لقد أبهجتني ضحكته حقاً خاصة مع نظرات الإحترام الظاهرة والتي لايبدو عليها العبث. لقد تأكدت من ذلك وهو يحاول إسعاد عامل آخر عابر.

هذه الأرواح البسيطة والتي تزرع البهجة ببساطة ودون تعقيد وتفكيك للخطاب المتصهين وتقص وتخيط في ذمم الخلق وتحاول إعادة صناعة السيناريو والحبكة الدرامية كما قد مر في موقف أحدهم في وقت سابق .. هكذا البساطة التي تحدث بعفوية دون سوء نية مبطن.
أحبها جداً.

شعرت بالحنين لزمن سابق عاشت فيه أم وجدة .. ببساطة التعابير وحرية التعامل من دون نية مسبقة.
ببساطة.

لكل أولئك المزهرون بالسعادة والرضا والبساطة .. شكراً

Dean Martin - Sway








كما في هذه الأغنية من جمال .. أرغب فيه , بكل مافي الصوت من ألف كلمة لايمكن التعبير عنها إلا برقصة لاتنتهي، أريد أن أبدأ ..
حتى مع إنتهاء اللحن, تبقى هذه الرقصة داخلك تأخذك في سحرها وإنثنائها .
كأن الليل نافذة لاتغلق والنجوم كريستالات على فستان فاتنة ..

أرفع في الصوت ويهزني اللحن, تسقط الجدران وتتحول لساحة رقص واسعة, ليست فاتنة بقدر ماهي شاسعة وتركض للحياة, وكل هذا المحيط يختلف في ثواني, والفتاة التي كانت تستند على كفها بخدها في ملل واضح , تبدأ في هز أقدامها ثم تنفجر الرقصة في قلبها وتنمو ضحكة مشاكسة، تقفز فترفع شعرها بطريقة ناعمة وتترك بعضه يتهدل.. يأخذ البرد في الإنحسار والهرب ..
تبدأ في الدوران والإلتفات والقفز والتمايل، تلاحق الإيقاع بشغف تحفظه عن ظهر قلب وكأنه كل الحب المتبقي لديها.
تنمو فراشات فوقها فتشاركها الرقص والنغمات تتشكل بقلم أسود عريض فوق رأسها , ويخيّل إليها أن الغابة بدأت تنمو حولها تتفتح أزهار ويهب نسيم وتخلق أرانب وتركض غزلان وتبدأ العصافير تتمايل على غصن وتردد خلف اللحن وتضحك ..
ثم تأخذ الفراشات خصلات شعرها المتناثرة فتتحول لدبابيس شعر ملونة وتزيدها بهجة ..
 لكن أغنيات الفرح سرعان ماتنتهي .. تجف غابة وتموت أرانب وتفر غزلان والعصافير تبدأ في الهلع والقفز والتصفير , تتحول الفراشات لدبابير.. ثم تغلق الجدران عليها بسرعة وتتحول لدمية داخل صندوق بشهقة .. معروضة للبيع .

يولد حزن عميق حول عينيها ويولد ملل من جديد .

ربما لأنها مدت يدها للرقص ولم يكن هناك من يقبض على يدها ويصنع من خطواتها رقصة خفيفة تنزع الشك من قلبها .