الثلاثاء، 8 يوليو 2014

غزة تحت القصف.


بما أن الكل يتحدث عن فلسطين والكل يدلي بدلوه في بئر عميقة ويظهر صورته كمايحب.
وجدت نفسي أفضل من السكوت فحديثي على كل حال يبدو بعقل راجح وفكر أعمق.

عندما تخبرني صديقتي عن الحياة البدائية التي تعيشها، عن صديقة لاتملك أبسط أوجه الحياة "مكيف/ ثلاجة/ غرفة مستقلة/ثلاث وجبات في اليوم/ انترنت"

تلك الحياة الطبيعية، لا أتحدث عن الفرح والشعور بالسعادة بينما يكفيها عدم الشعور بالحزن لتسميه فرح، يكفيها عدم الخوف لساعات لتخبر الجميع أنها تشعر بالأمان.

لا أتحدث عن الغاز، عن الطبخ على الحطب، عن الخبز الذي إن وُجد يعتبر عيد.

فصديقتي من غزة.

كانت تسأل في تويتر عن طريقة إزالة الزجاج من الجرح دون إحداث كارثة، عن طريقة لإيقاف الدم، عن أسئلة طويلة عن الإسعافات الصحية لأنها كما تقول على ثغر.

عندما تسأل عن كل ذلك، وبين كل رسالة وأخرى تتحدث عن القصف مثل سحابة ماطرة، ستشعر بالأسى والحزن، لكنها لاتشعر بالأسى ، فهم من فلسطين. الشعب المعبأ بالحياة. الشعب المعتاد على خوض الحياة والموت في نفس اللحظة.

لا أريد أن تصبح فلسطين قضية من لاقضية له، ليتحدث ويزعج رؤوسنا بكلام طويل وغضب محتدم وتراشق بالكلمات. لكنني لا أحب جداً أن نخذلها بأنه يكفي، قضية أكل عليها الزمن وشرب، والحديث الطويل عن السلام والمصالحة.

لن يكون هناك سلام إلا في قلوب ميتة، فالظلم والقهر والغضب متجددة ولم تكن حصراً على أراضي مسلوبة. على تاريخ يسلب منك ليمنح لغيرك.
ليست القضية فقط أرض مقدسة، بل هناك الحرب الباردة والعاصفة والإعلام والإقتصاد والطب والتعليم. كل هذه حرب.
حتى لقمة العيش تعد حرب.
حتى الماء الواسع في فلسطين أداة حرب.

فإن لم تساند ببعض الكلام الجميل المطمئن لاتزرع اليأس في خلايا شباب تقاوم عن حياتها الضحلة، عن بقايا الدنيا لديهم، عن الكرامة التي لا نعرفها، عن الغضب المتصاعد يغلي في الدم، عن الأفكار الناضجة قبل أوانها.

فقط إلتزم الصمت ولاتحترم القضية لأنها أصبحت عاهرة وقضية كل من لايملك قضية، احترمها لأنه في داخلها في أسوارها تحمل قصص وحكايا حقيقية، عن ناس يقاومون في كل شبر من حياتهم، عن مجتمع كانل يقاوم كل يوم، عن عالم محصورة في بقعة من كل الجهات ومحاربة وممنوعة من العيش لكنها تستمر في النضال، في العيش رغماً عن الموت.
عن عالم يقرأ ويكتب ويدرس ويحب الفلسفة مثلك تماماً لكنك تتفلسف في مزاج هادئ، بينما يتملكهم الرعب جراء القصف.
فقط إلتزم الصمت.