الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

الحياة نكتة ..

كان فيه وحده صينيه ودخلت محل أواني وقالت عندك "أنا" ..

المهم ..
الحياة الراكدة منرفزة , أخي توقف عن الحياة لأنه يقف في طريق نفسه وأنا توقفت عن الحياة لأن الجميع يقف في طريقي ..
الجميع يتفق في شيء واحد أني تحولت إلى ليبرالية وعلمانية ..
أمي المسكينة سمعتهم يتحدثون بذلك فقالت " كله من الكتب يابنتي أفسدت عقلك " وتشير بأصبعها لرأسي بقوة , أخذت أصبعها وأشرت إلى صدري " والحياة هنا تفسد قلبي ويعطب سريعاً "..

تغيرتي كلياً وأعرفك قوية ..فرجل واحد لايمكنه أن يفسد بقيًة حياتك ..؟
_هه .. كان بداية الحديث مع بنت خالتي "العبيطة والتي أحبها " ..

تغيرتي كلياً وأعرفك قوية .. كنت تحبين الرقص بجنون وتصنعين الإحتفالات بأبسط الحاجيات , لأتفه الأسباب أنت تحتفلين " هل تذكرين إحتفالك لرسوبك في مادة الكم ..؟" , كنت تبالغين في الصراخ والركض والكلام المرفوع والضحك , أحيانا كنت أشعر أنه سينبت لك جناح وستطيرين , فلايمكن أن تكوني إلا فراشة , ماذا حلً بألوانك الصاخبة ..؟
_"حسناً هنا أنتِ كاذبة فلقد كانت ألواني دوماً رمادية وسوداء ..أحب حديثك عني والدراما التي تحيكينها حولي والذي يبدو لي أن زوجك له يد في الموضوع ..لكن لاتكذبي بشأن الألوان (:"

كبرنا قليلاً فقط , كبرنا قليلاً .. وأكتشفت أن الرجال أقل قوة وأكثر ضعفاً ومضيعة للوقت ..
كنت أحاول الصراخ أكثر من مرة , حسناً أعزائي الرجال نحن في تحسن مستمر فكل الفتيات في العيد لبسن التيفاني والأساور الذهبية الحادة كأطواق الكلاب , والكعوب كانت دقيقة للغاية وكأنها ترغب في حفر طريقها على الأرض ليركض خلفها مسعور .. في المشهد كنت المتخلفة الوحيدة عنهن وأنا أرتدي عباءة وأكتفي بالكحل والروج , أصبحن كلهن في سن واحدة , أتذكر ذلك وأنا أسأل إحداهن "أختك ؟" فردت "لا أمي .." ولم أصدقها حتى الآن .
لكن ماذا عنكم ..؟
أنتم تتحدثون بطريقة مترددة وتكتبون بإهتزاز وترقصون بقرف وتخافون أكثر من خوفنا نحن , أصبحتم أوراق شجر مصفرة للغاية , ماذا عنكم ..؟
مثيرين للإشمئزاز لا أكثر ولا أقل .."إلا من رحم الله " وهذه كتبتها فقط لأجد لي مخرج طوارئ .

يحدثني عن الرغبة في السفر لفرنسا ومحاولة البدء من جديد هناك , البدء بروح باريسيه مستبشرة , وددت لو أطلب منه السفر لفرنسا وحدي ..
هذه الرغبة التي لاتنتهي , وحيده أكون عند قاعدة برج إيفل والجميع يقف هناك مشدوداً لأعلى , أقف بالساعات حتى أعود لحجمي الطبيعي أو أتعاظم فجأة حتى أصبح صديقة لهذا البرج الوحيد ..

تكون تذكرة دخولي لعالم ديزني أسبوع مثلاً ولا أتوقف عن اللعب والصراخ والضحك والدوران حد الغثيان , ومصادقة الأطفال وابتكار لغة لايعرفها الكبار المتجهمين والمتوهمين والخائفين من ضياعنا.


أكون على طرف سياج خشبي ويقرر السياج السقوط فجأة فأغرق في النهر ثم أخرج وأنا أستمر في الضحك , لكن لا أحد هناك يراقب ويدون ملاحظاته ويبحث ويهمس ويتحدث بريبة , فالخروج من النهر هناك لايشد أحداً غير الأوز .

حسناً الفيز ستتأخر وسنضطر لألغاء السفر حتى وقت لاحق "لايهم ".

المشكلة ليست أنا , المشكلة أن هذا وطني ..
تنتهي كل قضايانا هنا بالتسجيل في حافز , ويزيد جرعات الإحباط أن لاتكوني إمرأة معلبة وسطحية تصدق أكاذيب الرجال وتعيش في سعادة , والسأم أن تكبرين فجأة ويبقين صديقاتك كما سابق عهدك تقتصر أحاديثهم على " ههههه لا واللة / أحلفي / جد / نو كومنت / يالبى بس " .. ثم يدخل في آخر رحلتك القاتمة من بعيد إخوة لك يقومون بدور النفس اللوامة وتستمر نغماتهم في الحديث عن البر والخير وأمك ثم أمك ثم أمك , وأمك ليست بخير لأنك لست صورة بائسة منها ولاهثة وترهقين جسدك على خدمة الآخرين ..
المشكلة ليست الوطن , المشكلة أن تكون حياتك مثالية في نظر الآخرين ولكنك لاتشعر بذلك ..
لاتشعر إلا أنك ممثل جيد يمارس دوره دون تدخلات المخرج ولا تصحيح المعقب وهو يمضي في طريق طويل مرسوم وقد عبره قبله أناس آخرون يشعرون بالسأم .


صدقيني لازلت تلك المجنونة والتي تفكر بطريقة مريبة وتربك أهلها , ويقف أخيها عاجز عن تفسير رموزها , وتحب حديثها مع المراهقات وتسرب لهن قصص المغنين الأكثر إثارة ..
لكنني خبأت هذا كله في ملف لوقت لاحق أعرف فيه من أنا وماذا أريد وماهو سقف الكفاية المطلوب .

في النهاية أنا وأخي لانتحدث مؤخراً فقط نتبادل أشرطة الفيديو وروابط الأخبار المضحكة وصور من ضحايا سوريا نتكتم على الموضوع بعدها وكل واحد منا يحمل ألمه داخل قلبه ويستمر في الصمت .

أخي يقف في طريقه وأنا توقفت بمزاجي عن الركض .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق