السبت، 17 مايو 2014

نم، عليك حلماً طويلاً.


ليست المشكلة أن تستيقظ ثقيلاً على الوطن، المشكلة أن تستيقظ مثقلاً بالأحلام في وطن يقتلها.
نم يارفيقي..
هذه الدنيا مجرد كذبة، قد نستيقظ يوماً في حلم أحد، قد نكون أشخاص اختارهم أحدهم لروايته، قد نكون مجرد لوحة تحلم أن تكون حقيقية، لذلك لازلنا نقاتل، لازلنا نخوض معاركنا الأزلية كل يوم، ونفقدنا كل ليلة، وتظللنا تارة الأحلام بحنيّة، وتارة تنهشنا وتطاردنا الكوابيس مثل لعنة، وتارة نستيقظ في خضم اللاجدوى من الحياة ..
لماذا لازلنا فيها إذن. 
لماذا لازلنا ندور في نفس الفراغ، إحداثيات غبيّة، نقاط مبهمة في مستوى، لامستطيل ولا منحنى. 
لماذا نظن أن حلم قد يمد رأسه للواقع، وأن واقع قد يسمح للحلم بمجالسته، بينما هما ظاهر وباطن الباب ذاته لايلتقيان. 

نم يارفيقي..
مادام في جعبتك قليلاً من خيال.
مادامت الحياة لاتزال تأكل من كتفك. 
مادامت اللحظات حولك وأنت خارجها. 
مادمت لاتهتم بشيء ولا شيء يهتم بك. 
مادمت تركل سنوات عمرك، تدرس، تعمل، تعمل بجد، تعمل بإجهاد، تعمل بتعب، ولايتغير من حولك شيء. 

نم يارفيقي..
وأحتفظ في صدرك بدعاء الأمهات.
سيشق لك في يوم ما سحاباً في السماء. 
أو سيصنع لحظك قوائم، سيمنح أحلامك تذاكر دخول، وسيهدي لأركان أفكارك المعتمة بعض الشموع. 

نم يارفيقي..
وفكّر في الحياة أكثر من الموت.