السبت، 21 مارس 2020

مضرة أن تكون قوياً.


لم يخبرنا أحد ما أن الحياة القاسية, ستخلق القسوة في دواخلنا. سنكون على قدر من القوة ماقد يكسرنا تماماً.
مضرة أن تكون قوياً جداً فلاتبكي. حتى تمتلئ بالدموع.
مضرة أن تكون قوياً جداً, حتى تتوقف عن الفرح بالانجازات الصغيرة والحياة اليومية.
مضرة أن تكون قوياً جداً. حتى تتحول إلى فم ساخر من كل الآلام الصغيرة العابرة, فم جارح لايتوقف عن الأذى والاستهزاء وتحجيم معاناة الآخر مهما كانت قدرته على الاحتمال ضعيفة.
مضرة أن تكون قوياً فلاتبكي لوفاة أبيك. ولا تحزن في مواقف ضعف الذاكرة التي تمر بها أمك كل يوم مثل حلقة مفرغة من العمر.
مضرة أن تكون قوياً جداً. فلاتبتسم عندما يمسك أحدهم أكفك بحب. ولا تبتهج بينما يتذكر أحدهم مواقفك الجميلة, أن تفقد السعادة في طريق الحياة الوعرة التي عشتها. فتنسى أن تشعر.
بمعزل عن الحياة اليومية, كل يوم تضع على عاتقك مهمة أن تكمل اليوم بقسوة أكبر.
دون رحمة تنساب من بين يديك. مهما كنت قوياً دون أذية.
هذه الحياة الجدباء لن تمنحك إلا مزيداً من القسوة.
فلا تكن قوياً أكثر مما يجب.
لاتلجم ضعفك في كل مرة تبدو خائفاً ومهزوزاً. لاتسكت شفاهك عن الشكوى لتحافظ على صمودك. لاتتحول في طريقك إلى تمثال.
بقدر ما تجاوزت أوجاعك. لاتغرس أصابعك في أوجاع العابرين.