الاثنين، 10 سبتمبر 2012

قبلة أولى ..وتيه .


المدينة فاتنة هذا المساء, ليست عروس ولكنها القبلة الأولى..
كنت أتفحص الطرقات كسجين هارب أو من يستعيد ذاكرته لقطة بلقطة, فتقافزت الذكريات المشاكسة على السطح .. وحين انحنيت على المقود لم أكن لأدير الإسطوانة وأغني بل لأن في قلبي بحر واسع من الخيبة وأنَّى وجهت وجهي لأضحك تفر من عيني دمعة .

مؤلم أن تكون خالي جداً في وقت كهذا, سيكون الألم في ساعات الليل فاضحاً وعليك ستره بأغنية صاخبة ستتبدل مع تأخر الوقت لأغنية كنت تحبها لأنها أحبتها فقط .
ستشعر بفراغك حين تجد كل أغانيك ماهي إلا أغاني غنتها أو مرت بكما معاً..
كل هذا الليل هو حب مفقود وغياب مضاعف .

آه ياقلبك ..
كيف لايزال يرغب في الحياة أكثر, هل تستمد قوتك من أمل كاذب, أن الطريق الطويل والذي تقضيه وحيداً سيجمعك في النهاية معها ؟
وهي من صرخت في وجهك " الصور تزين الحائط ولاتسنده " ..
كيف نسفت ليالي طويلة من الذكريات الرقيقة في كلمة " أغرب عن وجهي لم أعد أرغب في الوجع أكثر" ..
كيف كانت صفعتها على خدك وألمها في قلبك "الرجال لايبكون .. هم يصنعون الدموع فقط ونحن نعدها "..
وحينما وضعت كفيها بين كفيك كانت تقول ببلاغة " أخاف أن يمضي العمر دونك ثم أتحول لفزاعة ويتحول قلبي لحجر ".

الطريق الطويل أصبح أكثر تعقيداً , والمشاعر التي تسير بسرعة عالية إما تنعطف أو تنجرف أو تصطدم في دم بارد.
والمشاعر حين تموت لاتبعث من جديد إلا في موسيقى ذات ذاكرة قوية وفي كلمة مكررة وفي مساء كهذا ..

ياقلبها ..
تحولت في طريق الحياة لمجرد آلة لصنع الأطفال وتجهيز الغداء والإستعداد للنوم دون أن يلاحظك أحدهم في جفونها..
دون أن تكون صالحة كفاية ولافاسدة بمايكفي لتعيش بسلام .
هي ربة منزل الآن وتؤقت منبهها ليس على موعد غرام ولا على أغنية قديمة بل للتسجيل في حافز كل أربعاء ..
هي الآن كما كانت تخشاه قبل عشرة أعوام, بملابس بسيطة وشعر معقوف وضحكة باهتة لمن يحسن الكلام .

كل الكلمات الرقيقة تذكرها بك , كل اللحظات المجنونة تذكرك بها .
وينتهي الليل على سيجارتي الأولى لهذا الصباح .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق