أعتذر عن ذلك الخروج المؤقت عن الحياة , فلن تصدقني عندما أقول أن الرنين كان ينز روحي وأن اسمك كان يظلم رغم إنارة الشاشة , لا أعلم قد تكون أخطأت أو أنا من أخطأ بطريقة ما لا أغفرها لنفسي حتى انفصلت تماماً ودخلت في دوامة من ظلام واشتعال فكان عدد مكالماتك بعدد ساعات بكائي المتواصل لاستمرار محاولاتك ..

كما كنت تقول من قبل " أنتِ نصفين أبيض و أسود ولا يعتدي نصف على آخر " لكن الأسود هذه المرة يزداد شراسة فيني حتى يكاد يُحضَّر الليل , أكبرُ بطريقة مَرَضية بتسارع عجيب أستعجل في ذلك الساعة ..
هل تعرف لماذا ؟
إني أفكر في الانتقام .

أحاول الوصول للوجع بأقصر طريقة ممكنة , أستهدف بذلك القلب أولاً , أتلذذ بإخراجه وعصره كعصفور مبتل في يد طفل لايتجاوز الثانية فموت العصفور لايجرح ضميره خاصة وأن ضميره لم يتكون بعد ..
سأمسح يدي في أقرب حائط وأولي الدبر .
لا أشعر بتحسن , كمصاصي الدماء , كمتحولون , لا أعرف كيف انتهت ليلة المنتصف من الشهر غير أني وجدت مخالب مطبوعة على جسدي وآثار دماء وبقايا فراء لو أكتمل لانتفعت به لحظات البرد العاتية..

مؤخراً بدأ جسدي بالتهالك استجابة لروحي , تعرف أني أمر بحالات بكاء عارمة لايوقفها إلا البروفين , واحدة اثنتان ويعبر رأسي أن كل محاولات الانتحار باستخدام جرعات زائدة من الدواء ليست إلا محاولات فاشلة في إيقاف ألم تعدى حدوده ..

لا تخف لا أفكر في الانتحار فلقد تجاوزت هذه المرحلة من قبل ولكني أفكر في أمر آخر لا أعرف حقاً ماهو .. أها أنا أبحث عن " أكشن " حدث مثير , شيء خارق للرتابة التي أمر بها لكن ذلك لم يحدث حتى الآن .

يبدو لي أني تحدثت كعادتي بلغتي البائسة وأفكاري النتنة والتي بت أُعرف بها , أكرهها والله لكنها أول مايخرج من رأسي , كأنما أكنس رماد هائل متكدس ولكنه لطالما يعاود الظهور بنفس التكدس .

أشعر بالأسى الآن ..
سأقفل الخط وسأحاول الإتصال بك في وقت أفضل حالاً من الآن , سأحاول أن أستقبل اتصالاتك بابتسامة ولو ساخرة دون أن يتبعها سيل من التذمر وصراخ وصمت وبكاء ..
سأحاول علَّني أنجح ذات يوم .

كدت أنسى " أنا أكره Call Me " أكثر مما أكره نفسي وهذا لايحدث إلا نادراً.