الثلاثاء، 21 مايو 2013

الحب في مقطوعات صوتية ..



 كل علاقة لاتصل مرحلة الصوت, هي علاقة عقيمة .

الأذن وحدها الحاسة التي لاتنطلي عليها الكذبات، تعرف ذلك بالصوت يسكب عميقاً في قلبك، لايفهم ذلك الأمر إلا من إتكأ على سمعه بدلاً من بصره .


لذلك هي الحاسة التي تشيخ قبلنا، هي أول الصدق الذي نفقده، كل الكذبات تتراكم حولها فتتهالك وتسقط. 
ستعرف الحب عبرها والخديعة من خلالها وستتحسس روحك بها، هي الطريق المستقيم إلى داخلك دون إلتفات وإنعواج..

لا أعرف عن الجميع أكثر مما أعرفه عن نفسي ، قد تسقط من رأسي الذكريات حالياً بشدة إلا الصوت ، الذكريات المتعلقة بالصوت تسطع في رأسي , سيجد ذلك من هم بقربي .. حين أطلب منهم إهدائي أغنية، فلربما إستيقظت يوم وأنا أتذكر ملامحهم بأغانيهم وموسيقاهم وتبقى أسمائهم مبهمة ..

صدقاً مهما كان الآخر جيد في الكذب لن ينطلي كذبه في إختياراته الموسيقيه وأغانيه، اللحن أكثر من جهاز كاشف للكذب ..
هكذا أقبض على الموسيقى والسلالم والنوتات كمن يقبض على روحه لاتتفلت من بين يديه .

هل أخبرتكم أن أول الأمان في الصوت جاء على هيئة "حكايا الجدات " بصوت مبحوح لكنه معبأ حب ويفيض سكينة .
وأول الأغاني كرماً هي أغنياتنا قبل النوم .. نغني للأحلام لتلبس أزهى الفساتين ونبتهج .

ترقص الروح ..
فعند yann.. تجد الحب بلا عقبات .. كأنما هو يخلق نبضات مسالمة لاتغضب .. تسير بإدراك نحو المشاعر دون تضييع للوقت .
وAne brun الغضب والرمادي .. المصاعب في صوتها والعقبات والحزن والوحدة ، والتفكير الذي يقودني عبر سراديبه للهاوية 
أما  emiliana تعني حفلة للصديقات مع الكثير من الرقص والضحك والقصص الخفية المضحكة .. هي اللون الأورنج الحيوي ..
وalexander rybak هو مرتبط لدي بضحكة "أمل السويدي" فهي طريقي إليه بضحكتها السمراء الرقيقة بادية في تدوينتها عنه ..

الصوت هو الحقيقة، لاتستخدمه للكذب أبداً ..
قد تجعل منه كائن مرتاب خائف حزين ومنكسر

فعندما تصمت للحظات ثم تفاجئ وجودك على الخط ب"هاه" .. أنكسر في داخلي .. أعرف أنك مسافر بعيداً عني لأخرى .. أو لمنفذ .. لطريق واسع وأنا صندوق ضيًق .. ورغم عني أحببت "هاه" كأنها حزمة أوكسجين تخترق صدري .. فيتسع للآخر وتشع منه الأيام والأركان المعتمة .. فتتجمل لحظاتي ولو بك مغادراً أو متيم بلحظات مقصوصة الجناح لاحول لها ولاقوة ..
صوتك حنيَة فقدتها مؤخراً ..
 وقبل أن تعود للغياب ويعود لي التيه "ماذا لو أهديتني أغنية أشد عليها كحبل نجاة تأخذني عند الغرق لمرفأك"


قد لاتعني هذه التدوينة أحد ..
لكن يبقى أنها تعنيني بالدرجة الأولى ، وأصحاب الأرواح الشفافة ، الذي يخترقهم الصوت ويصنع بهم أعاجيبه ..

الخميس، 16 مايو 2013

وماذا بعد التخلي غير الإنطواء ..





لأنك ضعيف للغاية وبأسوار عاطفية مهزوزة وجب عليك الإنطواء.
لايمكنك أن تشد على أي علاقة بكل قوتك, أنت لاتعرف الحد بين أن تموت في يديك أو أن  تتسرب, تترك يدك بين شد وإرتخاء, وتظن أنك على صواب وفي الواقع أنت خالي من الداخل ولست سوى كهف فارغ بارد, كل صوت يزعجه ولايهز فيه مثقال ذرة غير إنسكاب قطرات من حين لآخر على روحك التي لم تتحول لنار ولاتحن لتراب وليست هواء ولاماء .. غير روح متمردةعلى نفسها ..
هل تبحث عن الموت لتنتهي كل الأسرار التي تحوم حول هذه الحياة, لتكون خالي من الأخطاء, بعض هذه الأخطاء هي الحياة التي لابد أن تقترفها ..
أنت مجرد كائن متبلد.

أمسح عن رأسي .. لتهدأ .. الحياة ليست لعبة بكل تأكيد لكنها ليست كل هذه الحروب التي نعيشها كل ليلة ..

مؤخراً فقدت من علاقاتي تقريبا كل مابنيته في ظل عشرون عام, هناك ملل يصر أو حقيقة تكبر على أني بنيتها على أساس خاطئ, أوأن هذه العلاقات والإرتباطات لنون قديمة ليست هي على كل حال هذه الجديدة الباهتة .


مؤخراً كذلك أكثر من الأسئلة على شاكلة, ماذا تريد من المستقبل؟
ماذا تتمنى غداً؟
مانوع الهدية التي تفكر فيها في عيد ميلادك؟
ماذا تعني لك هذه الكلمات ؟
هل أسئلتي ثقيلة عليك؟
لماذا لم تسألني إياها؟
لماذا لم تفكر فيها منذ البداية؟
لماذا إذن فكرت فيها أنا؟

أسئلة .. أسئلة ..أسئلة ..

وأصبح في كل مرة أثقل من جبل .. وكأنني تحولت لطفل, لم أعد أعرف هذه الحياة ..

لتبدأ مرحلة إجتياح أحلام وكوابيس لمنامي .. إجابات مؤجلة .. أذكر منها مرة أني حلمت بأني سأتخرج من كلية الطب وكنت سعيدة بذلك .. ماذا لو فعلاً درست الطب هل كانت حياتي لتتغير أم أنني في كل النهايات سأصب في هذه الحفرة العميقة من عدم الرغبة في المزيد.

أدخل بعدها في حالة لاوعي .. في لاشيئ بكل تأكيد.

ماذا لو فعلاً توقفت حياتك عند هذا الحد؟

ماذا بعد التخلي غير الإنطواء.
وماذا بعد الإنطواء غير الغربة الشاقة.
وماذا بعد الغربة غير الإنطفاء والمزيد من الحزن.



وماذا عن السعادة .. هل هي خرافة .. أو أساطير الأولين .. ماذا لو كانت مجرد وهم لنستمر مثل فأر أبيض يدور في عجلة وكأنه سيصل لنهاية العالم ..
وماذا لو كان الوجع والحزن والوحدة والغصة والدموع وهم كذلك .. لتمضية الباقي من الوقت .

هذا الأسود الكثيف في رأسي , ليس بين يوم وليلة , وليس جراء نكسة ولا لحزن مؤقت, هذا أمر أظنه جاء من وقت طويل واستقر في رحم نطفة , هذه الأسئلة عن اللاجدوى هي في فترة حمل طويلة احتجزت فيها لتسعة أشهر.. لذلك جاء كل هذا الإنطلاق..كطوفان أُصطدم بالأرض ..بالجدران .. بالطين .. واستمر يصطدم حتى خارت قواه ..
الحياة قصيرة عند البعض وطويلة للغاية عندي..

أعرف أن حياتي قد يحلم بها البعض .. وقد تكون حياته مثالية لتصبح ملكي .. لكن هل سأتخلى عنها في المقابل ؟
الجواب لا ..
هذه الحياة .. هذه العقد .. هذه الأفكار السمراء الحزينة .. هذا التشويش .. هذا الصمت .. صنعني في المقابل .. لقد خلق نون .
وبدونها سأكون أخرى قد تعاني أسوأ من ذلك مثل ألاتفكر .

هل ستمنحني حياتك في المقابل ؟
هل ستزيد حياة على حياتك؟
هل ستضيف حياة أخرى لحياتك؟
هل ستتشارك مع آخر حياتك؟

أم هي حياة واحدة كافية للغاية .

تبدأ الأغنية كلماتها بـ..
nothing coms from nothing

الجمعة، 10 مايو 2013

التخلي .. بوابة الإدمان الكبيرة .





عندما يسد الله الطرق في وجهك, فإنه يختصر عليك عناء الإختيارات ويأخذك قصراً من يدك لطريق لم تستبينه بعد
لايهم ولست أكيدة من أي شيء حالياً غير أمر وحيد وهو أني يجب ألا أتوقف عن  الكتابة مهما كلف الأمر..

بينما تكون وحيداً للغاية ستنشأ في رأسك ألف فكرة تخلي .. سأتخلى عن العالم الإفتراضي .. سأتخلى عن حساسيتي .. سأتخلى عن بصيرتي .. سأتخلى عن كل حواسي الفائضة عن الحاجة والتي تتركني في إختلاف وفي فصام .

... : سأتخلى عن الكتابة

الآخر: لايمكنك.

أنا "بعصبية": بلى أستطيع 
.
هو"وقد أحس بالخطر":فكري جيداً .. الله وحتى هذه اللحظة لم يمنحك شيئاً غير الكتابة , الكتابة التي تأخذك من يديك لتزورين مولد دوستوفيسكي وتحضرين العزاء بفستان أسود موت تولستوي في روسيا اليوم. تطوفين أكثر من دولة عبر جمهور يقرأ لك, يقرأ لك ليس لأنك تعانين في هذه الحياة وتخطئين وتشعرين بالأسى وتبكين أحياناً وتصمتين أخرى .. ليس لأنك تحبين الألوان وتختارينها بعناية وكأنه نبيذ فاخر عليه أن يمر بأكثر من مرحلة حتى يكون جاهز للشرب, ليس لأنك أحياناً لاتجدين ماتفعلينه بالساعات متشنجة أمام الشاشة .. ليس لأنك بدأت تفقدين الكلمات في رأسك هو يتابعك لأنك فقط تكتبين ..

أنا: لا أجد الكتابة غير كآبة وحزن ووحدة وضعف وسجن مؤبد وأسى بالغ وموت محقق .

هو: الكتابة البقية الباقية .. كلنا مجرد خطوات نحو الهلاك وهاوية سحيقة للنسيان .. لايهم الأثر بقدر أنك تشعرين بتحسن كل مرة تكتبين وتتفنسين في كل مرة تبدأين بصعوبة بالغة ولطالما كنت فاشلة في البدايات لكن هذا التتابع والتواتر مفعم بالحيوية ومنعش ولذيذ .. متأكد كل من قرأ لك لايتوقف إلا عند نهاية الحديث .

 أفتح علبة البروفين ثم يختفي الصوت تدريجياً في رأسي , وقبل أن أخلد للنوم حاولت إخباره أني محبطة فقط لكنه حتماً يعرف ذلك أليس هو في رأسي الآن .


أتوسد يدي اليمنى ووسادتي شاهد عيان وكتب مركونة لم أتابعها لنفس السبب الذي سأترك فيه الكتابة . أنظر لمشهد بائس من إضاءة خافتة لأبجورة وحيدة وأقلام جفت وكتب وكوب ماء حتى نصفه .. وعلى الحائط المقابل أرسم خيباتي وأتابع أفكار دون تدخل .
نحن بحاجة لحياة دون تدخل أحد ودون رغبة في إرضاء أحد والسعي خلف الجميل واللامع والوفاء دون أن تشعر بذلك ينبع من عميق قلبك, لسنا بحاجة لنسخًر حياة تخصنا بأكملها لآخرين لديهم مايكفيهم من الحياة .. بحاجة لحياة غير متكلفة ولاتتم بتدقيق وفي إطار تتسلط فيه العادات والتقاليد والعيب والحرام وكلام الناس .. وكأننا زمرة وحوش علينا ترهيبها كل يوم وكل ليلة وكل دقيقة بماسنكونه لاحقاً وبعذاب مؤجل ..
أعرف أمر واحد فقط وهو أن "الله أكبر" وأمر آخر " أنا حي إذن سأعيش"
هل تعرف كيف الله أكبر ؟
يعني أنك لست بحاجة لتسلق سلم من الصفر كمعدوم ثم كرفيق رقيق ثم كصديق مقرب حتى تحظى بفرصة والفرصة قد تكمل طريقها نحوك وقد تغادرك وتتركك فريسة الفشل وقد تكون مؤاتيه فتصبح رهن وهم الإستمرار وفي طريقك للإدمان .. بينما بيدك طلب كل ذلك من الله وحده .. حتى في علاقاتك لاترضخ أكثر من اللازم فكل حياة على هذه الأرض مربوطة بقوانين في السماء مطبوعة ومرسومة بدقة متناهية ..
تعرف كيف تعيش ؟
في المتاح .. وأكثر إن كنت تملك روحاً قوية وراغبة في الوصول .. بأن تترك ماهو خامل ومثبط وكريه وممل لأمر أكثر بهجة ..

تنتقل شاشة العرض من الحائط المجاور للسقف .. وغالباً ماتنهال من السقف الأحزان .
تستلقي وتسقط روحك عميقاً عميقاً للغاية .. وجسدك تسحبه الأرض .. وأفكارك وحدها بالونات إما ملونة وإما سادة .
أحاول إخبار صديقتي في كل مرة أني حزينة لكنني لا أود أن تحزن علي وحزني الذي يخز روحي في الواقع هو ليس حزن فأبسط ألم حقيقي سيحول كل هذه الدموع والأحزان لأوهام .. إنها فقط غربة . 
قد نولد أكثر من مرة ولكنا نموت أكثر ممانولد .. ولادة واحدة قد تدفعك لإرتكاب حماقة لكن موت واحد قد يعيدك لرشدك وفشل قد يصنع منك ناجح ووحدة موت إحساس غذيته جيداً قد يجعل منك ناضجاً فوق مستوى هذه الحياة .

لايهم ..


يقول صديقي أننا نكون أكثر وضوحاً في مرحلة الطفولة, هناك نعرف مانحب ومانكره بدقة, كحد فاصل ..نعرف مانريد أن نكون .
أقاطعه أنني كنت أفكر أن أصبح عداءة ..

يرمقني بنظرة ويتحول الحديث لضحكات .

وأبي كان يؤكد لي أننا نولد بأرواح كبيرة وأجساد صغيرة .. ثم تتعاظم أجسادنا وتتقازم أرواحنا حتى تصبح هزيلة ..
أنظر لعيني أبي .. كم تبدو روحه واهنة .
أنظر لعيني كم تبدو روحي واهنة كذلك .. هل أنا في عمر أبي ؟

عمي "رحمه الله" كان دائماً مايؤكد كلام أبي بحديث واسع " في أحجامنا الصغيرة كنا ننظر لأعلى وكانت الدنيا رحبة للغاية وغالباً ماكانت زرقاء وعندما نصبح في سن متقدمة بالكاد نرى مواضع أقدامنا .
أتذكر كلامه جيداً وأنا أنصت له رافعة رأسي لأعلى لتتسنى لي متابعته .

ثم أخبر صديقتي .. أننا الرابط المشترك في علاقاتنا الفاشلة كلها .. نحن من عليه أن يتغير وليس الآخر .
يجبني صوت هزيل "كان يجب أن توجهي الحديث لنفسك".

غير أني والمرآة كشريكي حياة .. لم نعد نتحدث مطلقاً مكتفين ببعض الإشارات.. أحياناً عند الخروج وحتى اليوم التالي .

ثم تحضر دموعك بغزارة على جانبك الأيسر ..حيث تكون قريباً للغاية من الشيطان .
أقرر في الآخر الإنتهاء مني أنا كلياً .. هذه الأنا الهزيلة والمترددة والمتخوفة والمتهورة أحياناً .. هذه الأنا القديمة والتي لم يعد بوسعي إصلاحها أكثر من ذلك .

الجمعة، 3 مايو 2013

الصمت مزعج أحياناً.


استمر في الكلام .. تحدث عن أيامك الماضية والقادمة وأوقات فراغك ولونك المفضل وفيلمك المفضل وشرابك المفضل، عن المسافات والزحمة والطوابير والإزعاج والضجيج والحب والكره والصباح والليل .
استمر لاتفكر أن تتوقف ولاحتى لإلتقاط أنفاسك. 
هكذا فقط يمكنني تجاوز أفكاري المضنية وأقفز عقبة في داخل روحي، أنساني لفترة بسيطة وأتجاوز النصوص المبعثرة لشخص يجلس في الزوايا حتى توحش .. لحياة مملة وتسير على وتيرة واحدة حتى تعتقد بحق أنك ميّت وفي حلم أعمى. 
هل أخبرك في سري أني أصبحت أول من يضحك في وجه أحلامي وأول من يورط قناعاتي في عقدة وأكثر من يسخر من طموحاتي .. أتجاوزني لآخر لايمت لي بصلة لكنه على صلة وثيقة بالعالم والمجتمع والموضة والألوان والصرعات والموسيقى والأفلام. 
هل هذه أنا حقاً. أم أنها فترة عصيبة وستمر دون ضرر أبدي ؟
هل هذه أنا في نهاية الحكاية والطموح والكفاح أم كما يدعي المطبطبون إستراحة محارب؟
هل هذه أنا أتوقف عند هذا الحد أم أن هذا الحد وضع لأتجاوزه ؟
استمر في حديثك المنعش كعصير ليمون وثلج وصباح. حيث الفارق الشاسع يبني بيته بيننا .. بين مقبل على حياة وفار منها. 
لأدخل في كهف وتخرج منه أنت للنور وأشجار وأنهار وغابة. 
هنا تتم الأحاديث الغاية منها. نحن نتحدث لنسكت في النهاية ليس إلا.
وهكذا ننصت للآخر بعمق وحتى نهاية الحكايات ليس إلا لتأجيل حديثنا البائس للنهاية حتى يتبدد أو يتخفف من سواده قليلاً.