الأحد، 24 نوفمبر 2019

على وزن صلاة الخوف، جاءت صلاة الوجع

اليوم صليت صلاة أسميتها صلاة الوجع. ربما أكون شخصية مهووسة بالعناوين. أترك عنواناً مناسباً لكل ليلة. وآخر مناسباً لكل علاقة. وعنواناً آخر لخيبة.
‏كنت أتهيب للصلاة وهناك أمر ملحّ لشخص مصاب بوسواس قهري. اعتاد أن يبدأ درسه بالعنوان ويحرص أن يبدأ من أول ورقة. أو فلن يستطيع تجاوز حرف.

‏لكن العنوان لم ينتظر طويلاً حتى يكون واضحاً في ذهني."صلاة الوجع".
‏ذكرت فيها أني موجوعة للغاية. فوق مايمكن أن يحتمله بشر. وأني مذ وقت طويل لم أستند إلا على أكتافي. وأكتافي هزيلة الآن وهشّة.
‏أني كنت ظلاً دائماً. ظلاً ممتداً ومعتماً وصامتاً ولاينتبه إليه أحد. ولا يفكر أن يلمسه أحد.

‏ظلاً مائلاً ومنكسر. يطوف المدينة. بل أنا المدينة العظيمة يكسوها جليد وعتمة ويغطيها ظل مائل ومنكسر. وصوت أزيز حديد كمن ينهدم.
‏موجوعة يالله. من كل بداية بدون عنوان. من حياة تبدأ من الأخير أو تبدأ بالمنتصف. يصيبني هذا الضباب بالعته. بالوحدة. بالسأم.

‏كل ما أعرفه أني راكمت البكاء داخلي. حبسته طويلاً حتى انهار السد. فهذا بكاء معتق. وهذه خيبات لم ينتبه لإثرها أحد.
‏أقرأ في ركعتي الأولى ((قل هو الله أحد)).
‏بعد نوبة بكاء فصلت مطولاً بين ((صراط اللذين أنعمت عليهم))... (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)).

‏بقيت بعد صلاتي في سكينة.أتأمل خطوطاً عريضة مرسومة على السجادة. بدأت تتضح ألوان السجادة وتفاصيل الغرفة رويداً رويداً.حتى ظننت أنها دعوات بالبصيرة مستجابة.لكن سرعان ما أدركت أنه نوراً يتسلل من أطراف الستارة. بخيط من نور ينجح في تجاوز الستائر العنيدةليرسم خطاً من نور طويلاً ومكسوراً
خيطاً من نور يرتاح على كفي. ‏