الاثنين، 16 مايو 2016

أحسك قصيت علي* من التراث الصيني.

يذكر في التراث الصيني عن محظية, كانت نادراً مايمكنها الضحك والإبتسام, حتى أنها أنهت أعوام دون أن يرى أحدهم ابتسامتها, رغم استمتاعها الغريب بصوت تمزيق قطع الحرير.. حتى غدى أمر مثل تمزيق الحرير عادة يومية في مجلسها وهي تجلس مستمعة ومستمتعة..

وكان من الأمور الثابتة في المملكة, أن تشعل التلال المجاورة للمدينة في حال تعرضها للخطر, فتهب المماليك التي تحت إمرتها للمساعدة والنضال في حالة الحرب.
أي أن إشعال التلال المجاورة هو بمثابة إعلان أمر طارئ أو حرب.
لكن الملك هذه المرة أشعلها بحجة إضحاك محظيته.. وحدث ذلك بالفعل وأخيراً ابتسمت بعدما أشعلت النيران وهبَت  المماليك للمساندة ودخلت الجيوش المدينة والفرسان تترأسهم والأمراء .. ثم اتضح أن الأمر مجرد مزحة.

لكنها مزحة كلفت المملكة الكثير, ففي إحدى الحروب. أُشعلت النيران إعلان طلب العون, فلم يهب لمساعدتهم أحد.

أظن أن "أحسك قصيت علي" ستجلب لزوج المهرة الويلات المرات القادمة.




تك تك أيها العالم.. أزمة سأم.

هذا العالم يحتاج أن يُعاقب بشدّة، أن يعاقب طوال الوقت، أن نشدّ همتنا في إبتكار عقاب مناسب.
مثل تسليمه لطبيب أسنان يعاني من طفولة قاسية وخلفية مدمنة.
أن نتركه يُعاقب في يوم دراسي طويل بالوقوف على قدم واحدة فوق كرسي ويرفع يديه.. أن يستمر هكذا للأبد.
أن نقلم أظفاره بقسوة حتى تصيب الجروح أطرافه ثم يتم تغميسه في عصير ليمون.
لو نجرب بشْرَهُ بآلة حادة حتى آخر بقعة.
أو ربما نسحب الأوكسجين من الغلاف الخارجي دفعة واحدة.
أن نجعله يُجدب.
أن نصيبه بالبثور.
دون أن يكون موته رحيماً أبداً، من دون طلقتان في رأسه ليكون خبر عاجل"طلقتان تودي بحياته". 

الأربعاء، 11 مايو 2016

شجرة تيلفون.

أشعر بالإنهاك..
قلبي ينقبض مجدداً .. وعيناي محمرّة.
لقد عبرت من أمام شجرة تيلفون, شجرة عظيمة متسلقة, تتسلق حائط المبنى المقابل للمستشفى, كانت مساحة واسعة من اللون الأخضر الرطب, وأزهارها البنفسجية والبيضاء مثل دبابيس زينة تنتثر في هذا الأخضر الممتد وتتسلقه.
كيف كانت هذه الشجرة كابوس طفولتي, لتتحول لضحكة عارمة في هذه اللحظة..
كيف كنت أعبر من أمامها سريعاً وكأنها النبتة الشيطانية, النبتة الملعونة والتي تمتلك أيادي خفية , ستلتقط قدمي الصغيرة الغضة وتلتهمها, ستأكلني في لقمة واحدة وسأتحول لشجرة عظيمة حمقاء كذلك..
هذه الشجرة المرعبة..
أخضر..
حائط..
أكف..
أيادي ممتدة..
عالم سفلي يستخدمها كغطاء..
باب خلفي يضفي لكون آخر..
برزخ..
رطب..
يكتب غالباً..
رائحة عطرية..
أزهار..
صداع..
خوف..
رهبة..
أشعر بالإنهاك..

قلبي ينقبض مجدداً وعيناي محمرتان.

الملل كمرض.

العالم يرفل في الملل.
ستجد اللعبة ذاتها عابرة للزمن، الأجيال لاتختلف أبداً، فقط تصبح أنظف.
الحديث الذي تهرب منه، سيجد طريقه إليك وستسمعه بذات النبرة.
العالم بحاجة ماسة لقوى خارقة، لفكرة حديثة تماماً، لقصة غريبة تحدث.
لزومبي .. لنمنم.. مصبغ أذانيه بالدم.. غزاة فضائيون.. شجرة تجيد الرقص.. جبل يتكلم ثلاث لغات.. سحابة عاكسة تطبع وجهك.. حبات مطر متراصة وترفض النزول في منتصف المسافة.
باب يخلع نفسه ويولي هارباً.. شبابيك تلعب لعبة الصراحة.. ستائر يتعبها الوقوف فتسترخي على أقرب صوفا.
أحذية تعلن العصيان وترفض السير مجدداً.. قصص تقتل أبطالها.. قصص تأكل النهاية.. قصص تسمع أصواتها.
خارج إطار العالم.
مثل بحر يتحول لرمال زرقاء ممتدة، كهف يُفصح عن أسرار زواره.
أشياء غير مألوفة وتزيح هذا الملل.