الثلاثاء، 14 سبتمبر 2021

نوستالجيا _ مجلة كابتن ماجد أنموذجاً.

 أعبر منطقة ضبابية مؤخراً، ويتكاثف الضباب في صدري. ولايمطر.

غير أني أشتت هذا الضباب الكثيف القاتم بمجلة كابتن ماجد. أحاول توزيع هذا الشعور المعتم في صدري، بحفنة ذكريات تلمسني جداً.

ربما كانت نافذتي لمعرفة المشاعر. دون أن ألمسها حقيقة. مثل أن أمضي ليلة دافئة بأكملها أغني أناشيد قديمة بصوت يتهدج مثل رغبة عارمة في بكاء.

مثل صندوق ذكريات لكنه يفتح تلقائياً للتخفيف عني، يبدأ بألحان وتمتمات لأناشيد قديمة ثم يصبح أغاني هندية عرفتها في المراهقة وأفلام عظيمة خلقت مشاعر من الدهشة والرغبة في الرقص. أبطال مثل شاروخان وسلمان خان وريتيك روشان والبطل الفاتن سيف خان الذي أسرتني ضحكته وطريقته في التعبير وربما بعض الحركات الرشيقة التي يقوم بها. ربما كانت ضحكته فقط. بينما أجدني منجذبة تماماً للضحكات. وكأنها بضاعة تنقصني بشدة. أراقب الضحكات الملونة والتي تنطبع ضحكة صاحبها على ملامحك. بعيداً عن ضحكة تبدو ملئها سعادة لكنها ترافق أعين يملؤها حزن بالغ.

ربما أن هذا الحزن يكبر كل يوم. ولم أعد أطيق احتماله. وكأنني في موقع جغرافي يختار لي حياة بائسة ضيّقة على مقاسي. أو أنني أشهد في شعوري اتساعاً تضيق عليه الحياة. 

اليوم كان نصيب الأغاني الهندية، ربما أنا فقط مشاقة لابنة أختي. رفيقة الرقص والأغاني والضحكات الواسعة والبهجة. مثل أن أشعر بالسأم ثم أختار أغنية لشاروخان مع كارينا كابور ثم أطلب منها تقليدها البارع للرقصة. حتى ابتهج إلى أقصاي. 

تذكرت عندما ألحيّت في طلبها لأن صديقتي تشعر بالملل كذلك وأريدها أن تقشع هذا السأم بخطواتها الرشيقة. تضحك في حرج بينما تفعل خطواتها ما طلبتها منها. 

اليوم أنا أشعر بالسأم واخترت قائمتها من الأغاني الهندية التي تحفظها وتغنيها وتدرك معانيها لكن بدون ابنة أخت تكمل هذا الحفل برقصة  

حاولت جاهدة تقليد بعض الخطوات المحفورة في الذاكرة  لكن ضحكة العاملة المنزلية بينما أفعل تركتني أفكر في الأمر مرة أخرى  


ربما أنا أفتقدها فقط  وربما هي لحظات غمامة سرعان ما ستنجلي وأنا أشتتها بغلاف مجلة كابتن ماجد  




السبت، 11 سبتمبر 2021

مشاعر في ثلاجة تبريد.

 

وكأن هذا القلب من حديد.

وكأنما كل يوم هو باب يغلق دوني، ويغلق من دونه باب.

كشعور منغمس في الوحشة.

باب يغلق دون أمومة واضحة ومكتملة وبين طفولة نيئة وغضَّة وتتجعد.

تختار فيها القرفصاء تعريفاً لاحتضان لا تعرف ملامحه لكنها تحتاجه.

كانت هذه المسافة من أبواب متتالية تغلق في صدري يوماً عن آخر.

حتى كانت هذه المسافة بعمر يقطع الثلاثين في المنتصف.

في منتصف الشعور المنعدم، والآخر على شرفة الوجع. صفراً من أي مشاعر يبتدئ فيها طفل خطواته الأولى في حياته.

إكتئاب مابعد الولادة، كان من حظوظي الضئيلة أن يرافق ولادتي اكتئاباً لا ينفك يذكر أمي أني مجرد شعور يصرَّ ومؤذي ويضحك وواسع وشقي ومنطلق. وكأنما أنا بقعة عتمة تتحرك في حياتها، فكانت كل هذه الخطوات الرشيقة تنغرس عميقاً في صدرها فتكح.

لأنتظر أسبوعين دون صدر ألتقمه ومن دون حضن دافئ، فقط خطوات على عجل وبعمامة حمراء وثوب أبيض يسميني ويكبر في أذني ويغرس اصبعاً في كفي تقبض عليه أكف لينة وناعمة.

فكان أباً لي وكان أول ملامح الأمومة.

سرنا في هذه الحياة جنباً إلى جنب " أنا وأمي"، لا نتقاطع إلا ليفصل بيننا أبي. كنت كمن يحمل ذنباً في عاتقه يكبر مع الأيام.

ثم كل هذه المسافة التي تسكن بيننا.

حتى ينتهي عمراً بأكمله لم يعرف من الشعور إلا شعوراً ضيَّقاً ونزقاً ويتضجر بكل غضب.

ليكون في الأفق علاجاً مفاجئاً ومتأخراً مثل جنبريد. فقط لوعكة صحية تأخرت لثلاثين سنة.

وكأن أمي أفاقت بعد سنوات فخرجت مشاعرها من تابوت، لتبحث متأخراً عن يد غضَّة ولينة لتقبض عليها بأكف تملؤها التجاعيد، لكنني الآن أملك أكفاً جافة وأظافر حادة وأحفظ مشاعري في تابوت.