الأحد، 22 مارس 2015

في عيد الأم وددت لو كنت أماً.

في عيد أمي وددت لو كنت أماً.

الطالب الياباني إيسي ساكاو ٣٢ سنة، طالب آداب في باريز. قتل وأكل في ١١ يونيو عام ١٩٨١م طالبة هولندية اسمها رينيه. تبادلا الزيارات لكنها كانت ترفض ممارسة الجنس معه لأنها لم تبادله الحب نفسه، في اليوم المشؤوم زارته في منزله وقام بقتلها ببندقيته وبعد نصف ساعة قام بإلتهامها واعترف قائلاً"عندما بدأت بفصل العظام بدأت أولاً بأكل الشفتين واللسان ثم أرنبة الأنف" واعترف بعد القبض عليه بقوله"لقد كنت سعيداً، كان معي كل الحق لقد كان لذيذاً" ثم أكمل "أكل هذه الفتاة كان تعبيراً عن ولهي الشديد بها، أردت أن أستشعر بداخلي حضور الانسان الذي أحببته".*

وهنا كان تعبيره عن منتهى الحب بالأكل .. وفي قبائل من الهنود الحمر كان لديهم  بدلاً من دفن موتاهم الأعزاء يقومون بأكلهم ثم يعلق زعيمهم بأنه لا أحد يعرف كيف يصبح من تحب جزءاً منك وداخل أحشاءك.

ولو كان الموضوع مرعب ومفزع ومخيف ومقزز، لكنه يحمل ملامح من المشاعر الحقيقية، مثل تعابير مختلفة "أبي آكلك.. تنوكل" ودخلت في الأغاني " لو خدك ياتفاح .. في الخد شكليته" ..

يفوق هذا الشعور اكتمالً ومثالية ورقة، يفوق كل الوصف ويغذي كل هذا الإحساس بالحب .. الحمل والأمومة.
كيف تحمل قطعة منك في داخلك، كيف تنمو مشاعرك على صورة طفل يتحرك في أحشائك، يتكون كل هذا الحب وتحمله قرابة سنة ليتوافق مع كل إحساس تحمله وكل جين منك وكل فكرة قديمة قد تكون نسيتها، ملامح وأفكار وذكريات وعمر، كل ذلك منك.
لذلك الأمومة تبقى الأمر الوحيد الذي لن يمتلك الرجل مهما أوتي من قدرات ومن مشاعر ومن إبداع تصويره، بينما بإمكان أبسط إمرأة التعبير عنها ولو بكلمات بسيطة وتعابير سهلة، لن يعرف أحدهم الشعور بتحرك قفص صدري لين وغض بخفة يرتفع ويرتخي بينما تتأمله بعين حب لاتملك كلمة كافية لوصف اللحظة.

لذلك ترغب المرأة في الزواج وتركض خلفه، مهما كانت فكرتها سوداء عن الرجل، تجد الشعور بالأمومة والرغبة فيها تفوق كل فكرة سيئة وكل لمحة قاتمة عن حقيقة المشاركة في الحياة برجل.
لا أقول هنا أن النساء بلا عقل، حيوانات في بحثهم عن رغبتهم في الأمومة وإصرارهم عليها، أو أننا لازلنا في مجتمع بدائي حيث لم يكن مطلوباً من المرأة غير أن تنجب وهي راضخة لتلك المطالب، بينما قد ترفض بعضهن في وقتنا الحالي الزواج حتى تجد فرصة مناسبة وتفكيرها منصباً في الجينات الجيدة التي تتمناها لأطفالها حتى لو لم يكتب لهم القدر الحضور. قد تعزف الفتاة عن الزواج مادامت الفرص المتوفرة دون المستوى، وقد تقبل بعضهن فقط لمجرد الإنتهاء من متابعة المجتمع لها وترصده لهن. وقد يتم الزواج خارج إطار الحب فقط ليورثن أطفالهن بعض الصفات الجيدة في نظرهن.

هنا احترم رغبة الفنانة أليسا وتصريحها بشأن حبها للأمومة ورغبتها في ذلك خارج إطار الزواج، وذكرت أنها ترحب بالتلقيح الإصطناعي، حتى لو كانت الفكرة لاتناسب ديننا ومجتمعنا، تظل رغبتها وتصريحها فكرة تراود الغالبية العظمى من النساء. أن يكن لها الخيار في البقاء أم عازبة.

في النهاية تبقى الأمومة رغم كل التطرف الحديث في سلبها جماليتها وتشويهها من قبل أسئلة وأفكار في ظني أنها ناقصة على شاكلة " كيف يكون لك قلب في جلب طفل على هذا العالم؟ ، كيف أفكر في صناعة طفل في وطن رجعي؟، كيف تكونين بهذه الأنانية في إشباع رغباتك وصناعة حياة في ظروف حياتية قابلة للإنفجار؟، أنا لا أصلح أن أكون أماً ولن أرهل جسدي ولن أفكر في طباعة نسخ مكررة مني.". تبقى الشعور الأجمل وحالة من التصوف وسلم موسيقي ولحن نادر وفكرة بكر وإحساس غض وباقة كاملة من السعادة.

الأربعاء، 11 مارس 2015

على سيرة الإفتراس الآدمي.

بعد قراءة كتاب"إفتراس اللحم الآدمي". أيقنت أن الإفتراس لايزال قائماً بحد ذاته حتى لو كان بصور وأشكال محتملة وبصور مشاهدة ، مثل ترك أحدهم يقع في هاوية الجوع فقط لإستشعار اللذة والقوة كما في سوريا الآن، مثل حرق آخر حتى يتفحم والعكوف على المشاهدة حتى ينتهي الأمر كلياً تحت مسمى الثأر، كمن يمنح أطفاله الحق في ضرب وشتم وتخويف طفل آخر لتأصيل منهج ديني في داخلهم، كل ذلك إنما هو إفتراس ولو لم يحدث أن تم تقطيع أنوف وكسر أقدام وبتر أعضاء ومضغ قلوب وكبود. 
مهما كانت الخلفية المرجعية لمثل هذه الإنتهاكات هي لاتخرج عن معنى الإفتراس المقزز. 

لذلك الإنسان وحده الحيوان الذي تقع حيوانيته بإختياره، وهمجيته مهما ماكان فيه من تطور ورقي بإختياره لهي أشد من الهمجية الناتجة عن الجهل وطريق المعرفة الأولى. 

لكن بعيداً عن كل الصور السابقة .. تظل البشرية الحيوانية التي تقترف جرائمها بحق الآخر بحكم وقوعها تحت تأثير المخدرات أو المسكرات هي أفضعهم وأبشعهم. 
مثل زوج يسحل زوجته في وقتنا الراهن وأمام منزل أهلها حتى تلفظ أنفاسها ثم يجرم بالسجن سنتين فيتم إطلاق سراحه بحكم أنه غير عاقل ومدرك لما يفعل لهو إفتراس. 
كأن ينحر آخر زوجته حتى يفصل رأسها عن جسدها ثم لايتم اتهامه بحكم عدم اتزانه ومرضه النفسي فهذه جريمة تعد من جرائم الإفتراس. 
ثم يقضي زوج على رحلة عائلية بحكم رغبته الملحة في تذوق طعم ابنه بعمر السنة الواحد هو الإفتراس الكارثة التي تلحق بالزوجة والرعب الذي لن توقفه السنين.
مثل هذه الجرائم والتي تحدث في بيئة تعد مستقرة وساكنة لينبئ بحدوث مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في حال وقعت مثل هذه البيئة المترفة تحت رماح الحرب.