الاثنين، 14 أبريل 2014

استوصوا بالثقافة خيراً."بين فكي الإعلام".

 يعمل الإعلام في الوطن العربي عمل المنفاخ , وبعض المثقفين مجرد بالونات يتناسب حجمها طردياً مع كمية الثناء , مجرد لوحات فارغة يجمَّلها الإطار , إنما هي بضاعة كاسدة تلفها الخديعة الدعائية من جميع الجهات كمرايا تكبير من جميع الزوايا ..


ننصدم بهم في الوسط الثقافي كل مرة , وكل مرة نكتشف أن الحراك الثقافي كغيره يعتمد على الذكاء الإجتماعي وعلى الواسطة وعلى الشللية وعلى امدحني وامدحك , فتحول النقد البناء من بناء الفكرة لبناء الكاتب نفسه , لمجرد ديكور لإظهار الكتاب وتمييزة عن غيره أياً كان مستواه .


أسماء كبيرة في الوسط الإعلامي هم كذلك , اسماء كبيرة فقط لأن الإعلام كان في صفها ولأنها تحب الشهرة , لأنها عملت ما يطلبه الإعلام بالحرف الواحد بضمير ميت , لذلك منحها أكثر مما تستحق بمراحل .


وعندما أقول ذلك لايحضرني سوى اسم بارز وهو "تركي الدخيل " الذي لايعتمد على قدراته الكتابية بقدر مايعتمد على لفت الأنظار , وكل مقالاته مجرد ضجة إعلامية تدخل ضمن إطار "مع الخيل ياشقرا" , كاتب كل نص له مختلف عن مستوى سابقه في تخبط واضح والمتابع بالقراءة سيتأكد كلياً أنه يمارس السرقات الفكرية وربما الكتابية وربما يتضح في يوم ما أنه يشتري نصوصه من دم بعض المبتدئين والناشئين الباحثين عن الشهرة مثله .


أتمنى أني لا أبالغ وأنني لم أظلمه في شيء , لكن القارئ والمتابع سيعرف أن كل نص لتركي الدخيل هو قائم بحد ذاته وكل حرف هو منشق عن الآخر كلياً ولا تجد في كل مقالاته مايشير إلى كاتب واحد وقلم واحد سوى كلمة تحاول الإقرار " المغفور له " في استخفاف واستظراف غير مقبول منه , استغرب كلياً في المستوى الفارق بين مقالاته من جهة وبين برنامجه من جهة أخرى , لكن الرابط بينهما سيكون بكل تأكيد الضجة الدعائية والسباحه مع التيار إن كان سلفي ستجده سلفي حد النخاع وإن كان ليبرالي ستجده ليبرالي ليس في ذلك شك وإن كان إرهابي ستعرف أنه يحمل في جيناته بعض إرهاب ..

تكفيك زيارة بسيطة لجريد الوطن لتعرف أن هناك كاتب كـ"علي الموسى" ومفروض على الكتابة كـ"تركي" يسترق الحرف .

"سعوديون في أمريكا" تبع ضجة تفجيرات 11 سبتمبر وكأنه خذوا العلم عني بل خذوا الغثاء وكان الكتاب أقل بكثير مما دار حوله , "كنت في أفغانستان" وكأن عند تركي الدخيل الخبر الأكيد , والآن نقرأ عن جداله مع سلمان العودة والذي صادف حدوثه مع إغلاق برنامج حجر الزاوية ومنعه , ذلك البرنامج ذاته الذي في وقت سابق حرص سموه الكريم على الاتصال به وإظهار مدى إعجابه ..

ثورة بنات الرياض ليست عنا ببعيد والتي استنفدت كل طاقات رجاء الصانع الكتابية فلم تعد قادرة على الكتابة أخرى , لكن يُحسب لها إستخدام ذكائها في الظهور فبعضهن تستخدم غبائها لتطل علينا بنسخة مصورة .


أتذكر من بعيد اسم وأتمنى أن لاتخونني الذاكرة , أظنها هيلدا إسماعيل وكتاب أيقونات في الواقع يؤسفني أن أقرأ وأكمل حياتي وأعيش مابقي لي وأنا لم أقل لهذا الكائن "كفى " , أي هراء وهرطقة وصفاقة وكذب تحيكونه وفي الواقع الكتاب أقل بكثير من أن يحدث أي أثر أو أي تشنج وليس من ذلك النوع الذي يبقى أو تفكر في إقراضه لصديق إنه من تلك التي تزين بها سلة المهملات إلى هنا سيكون الأمر طبيعي جداً لكن أن أدخل لأقرأ وأجد صفحات مكتوبة عن هذا الكتاب الذي لم يتجاوز ثلاثين صفحة وتكون بالمئات لأمر محبط كلياً وخاصة أن يكون تحت عنوان كهذا " الحياة اللندنية: إيقونات هيلدا بين الجرأة والإحساس المأسوي. "
لكن في الواقع الكاتبة لاتعرف كيف تكتب قصيدة بقدر ماتعرف كيف تكحل رمشها ..


إلى متى ..؟
إلى متى هذا التضخيم والتكبير الدعائي , السيطرة الإعلامية , الإستمرار في الخديعة , ورغم ذلك الإستمرار في الوضع , وكأن الوسط الثقافي في المملكة يعتمد فقط على خمسة أسماء وتابعيهم وتابعي تابعيهم , حتى أني أجد في المنتديات حرية وعدالة أكثر مما يقدمة الوطن في خارج الوطن الرقمي ..

في الوطن الرقمي حيث تكون قابل للتقويم وللتقرير على الدوام , لن تصل إلى القمة وتستمر فيها على الدوام , ستصل فترة وسيسقطك نجاحك أخرى وستحاول الصعود أخرى , الوطن الرقمي الذي ينتزع الثقة الأبدية منك كل مرة , فتكون عرضة للنقد والتوبيخ والتقريع في أفضل حالاتك ..

هذا أمر والأمر الآخر "أين دور الأندية الثقافية ..؟"
ذلك الدور المحصور في إبراز رؤسائه وخدمتهم والاستمرار في تبجيلهم وتعظيمهم , ذلك الرئيس الذي يعمل كلياً ليس على تشجيع الدماء الجديدة لكن على شفط الدماء الجديدة .
إلى هنا ويكفي ..

السعودية زاخرة وليست حكراً على كم اسم وليست مشروع وقف ثقافي , لا يضر أن يصنع الشخص من نفسه اسم وماركة لكن لنكن أكثر عدلاً ونقول أصبت لمن أصاب وأخطأت لمن أخطأ ..

لنقرأ ليس لأن الأسم كبير كفاية ليُقرأ له وأن الحضور بقربه سينوبك من الحب جانب ولكن لأن الحروف أجبرتك على ذلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق