الأحد، 27 أبريل 2014

كرسي عتيق.. وذكرى حيًة.


كرسي خشبي عتيق في الباحة الأمامية, يقابله مسبح قديم غطاه التراب، أرجوحة يتيمة.
يرمي نفسه على كتف الكرسي ليهتز, يهدهده.. يعود للخلف فتتضح ملامح في ذاكرته، ينحني للأمام فتلمع أصوات في رأسه، تتحرك أقدام صغيرة، فتنبثق من ذكرى جميلة، لتعج الساحة الأمامية بالأطفال، بالموسيقى، يبدو ثمًّة حفلة تفام على غفلة منه، أحفاده يتدافعون من حوله، يتسابقون أيهم يحظى بقبلة أولى، تدب الدماء في أقدامه بعد أن كادت تزرق، تنتعش الطريق من تحته، فتصبح خطواته رشيقة وكأنها على أكف طير، تعيده اللحظات لزوجته، للفستان الداكن في نهاية الحفلة، والتي لايتسنى لها إلا بلوغ نهاية كل ذكرى جميلة، تحيك اللحظة من خلف الكواليس، لأنها نهاية اللحظات الجميلة، فقد تحولت الحياة من بعدها موحشة وكئيبة، والألوان باهتة، والأبناء لايضحكون، والأحفاد لايجدون مايسد جوعهم من القصص.

تخطى عتبة، فسقطت صورة في قلبه، لفاتنة تسير في خجل في ثوب أسود وعقد فضة، كأنها حقيقة بين يديه، زوجته في ريعان شبابها والخجل، تسبقه للداخل، يتخطى المسافات وكأنها أخذته معها في شبابها، يبتسم، يأخذه المطبخ لرائحة زكيًة، يتخطى الغرف حتى يقف على كعك وإبريق شاي..

يشعر بالصورة تعتم قليلاً ..
الصوت يضعف ..
أمه تصفعه بقوة ليستيقظ من ضربة شمس.

هناك تعليقان (2):

  1. المفاجأة في الآخر أجبرتني أعيد أقرأها وانتقلت من مرحلة يا للبؤس لهههههههههههههههههههههههههههههههههه ياللخيال

    أعجبني إني في النهاية ما قررت أهو طفل يعيش حلم أيقظته أمه وإلا هو عجوز رجع بذاكرته لمرحلة توقظه أمه
    أتوقع إنها واضحة في راسك والأرجح إنك كتبتيها بخيار واحد وإلااا؟

    على كل حال أنا استمتعت بها

    ردحذف
  2. http://www.blogger.com/profile/09690367246375476816

    في الواقع هو كان فعلاً في الحديقة على الكرسي الخشب، لكن تلقى ضربة شمس إما أنها جعلته يرى حياته المستقبلية أو ولدت لديه الخيال ..
    في النهاية هو شاب لم يتزوج بعد جذبته رائحة الشاي والكعك ليتلقى صفعة تعيده للواقع .

    نحن بحاجة لمثل هذه الصفعات أحياناً ..

    ردحذف