الاثنين، 14 أبريل 2014

من يأخذني عني؟

.
نحن مجرد عناوين ..
عناوين مختلفه, سيكون من ضمنها العنوان الخطأ والعناوين الضائعه والعناوين التي لانعبرها إلا مرة واحدة بالعمر , وكما كل العناوين على وجه الأرض..سيكون بعضنا طريق للسعادة وبعضنا للحزن ..
وأعلم أي الفريقين أنا !
لذلك ..
سامحوني على ما اقترفه من نكد .

عنوان تائه ..
عندما كنت في وقت ما ابحث عني بشكل جنوني , في اسمي حتى الجد السابع , شجرة العائلة , تاريخ ميلادي حتى الثانية , برجي , حظي , علم النفس , علم الفلك , علم الحيوان .. اعرف شخصيتك من اسمك , من حرفك , من ضحكتك , من جيرانك .. للمتحدثين عني كنت أنصت وكأنهم يتحدثون عن أي كائن بخلافي أنا وللذاكرة كنت أسجل كل كلمة تقال .. كنت أفعل ذلك كله فقط من أجل أن أبيعني , ولم أصدم عندما لم يشترني أحد !

صديقتي تكره المايونيز ..
صديقتي الأخرى تكره رائحة الكاتشب ..
بنت أختي تغطي أنفها من رائحة الجرائد ..
جارتنا لا تأكل الأرز ..
الخادمة لا تحب الحليب ..
وأنا لا أحب أي شيء وفي الوقت ذاته لا أكرهه ..

SMS ..
وصلتني على هاتفي " مادمت لا ترغبي في نفسك لن يرغب فيك أحد " .
وتعاودني سحب الدهشة والتي غادرت منذ سن العاشرة , قبل قليل فقط عرفت من أنا لتلك الدرجة التي لا أرغبها , بـ25 سنة بحث يصل أحدهم إلى النتيجة ولا يكلف نفسه عناء تبليغها بطريقه مهذبة , احترم الحقائق جداً لكنني أحبها تكون مغلفه كهدية ثمينة ثقيله في الوقت نفسه , وكل مرة أحاول فيها معرفة صاحب الرقم " يعطيني مشغول " إلى أن تأكدت أن صاحب الرقم لم يكن سوى "أنا" .
يالي من كائن فظ غليظ القلب انفضوا من حوله .

انتقام مبطن بالشامواه ..
إنها تفعل كل ذلك التوتر بدافع الانتقام , وعندما تصرخ في وجهها أمها هي لاترد الصراخ بصراخ مثله كأي مراهقة لكنها تكتفي بالصمت ثم تظل طوال اليوم ترد بطريقة صامته مثيرة للغضب , الموسيقى الصاخبة , تعمد سكب القهوة , نسيان صنبور الماء , السير حافية على أرضيه لم تجف بعد , تبالغ في ذلك جداً ..
فأحزن ..
كشامواه تم غمرها بالماء ..
أتذكر كيف أصبحت أتهاون في حجابي مؤخراً , الخروج بلامبالاة من دون مسح "الميك أب " , أصابعي الملونة , الكلمات الملقاة على طريقي , الخلخال المخمور في آخر مرة , كلها ترد بصمت على صراخك , ولا أعرف أي انتقام مبطن أحمله لك , غير أني لازلت تلك المراهقة ..

Error ..
لن أعيش في جلباب أمي ..
أمي الطيبة , يشاركنا في قلبها الجميع , تحبنا كما تحب أي شخص غريب من آخر الحياة , كنت أبرر حبها للغرباء والمساكين أنها تشعر بذلك في داخلها , كانت تحاول تظهر الضعف فكنت أقابله بقوة وعنف , فكرهت كل من تحبهم أمي , ناصبتها العداء فأمي يجب أن تكون قويَّة بلا قلب يسع الجميع , يجب أن يكون قلبي الضيَّق جداً موروث عنها , أن تكون نواياي السيئه زرع يدها , حتى قالت لي بحنان بالغ لم أعهده " لا أريدك مثلي تؤجلين حياتك وتقدمين الآخرين عليها .. عيشيها لحظة بلحظة " .
Time Out ..
عفواً أي لحظة تقصدين ؟!

المدينة الضائعه ..
في الواقع هو اسم لمقهى في مدينة جدة ..
دخلته لأعرف أحاسيس شخص ضائع في مدينة ضائعه , كان مبهم جداً " حامض / حلو " ..
جلست في زاوية ثابتة يتحرك من حولها الجميع , يقبل ويدبر , يضحك ويصرخ , يبتسم ويخجل , الجميع يفعل مايفعله الجميع , كان كل ذلك وكأني خارج المشهد المتحرك وحدي المقطوعة الصامته , دخلت باحساس فارغ وخرجت باحساس مبهم !
أتعلم لغتهم ..
هكذا يجب أن أضحك ..
هكذا هم يحزنون ..
هكذا يجب تعلم الواقع على مدينة ضائعه .

.
.

كل تلك العناوين نحن لانعرفها حق المعرفة حتى نصلها , حتى نكون على الطرف الآخر منها سنكون على يقين , حتى نحن لن نصلنا إلا عندما نكون قد وصلنا آخرنا , ..
أنا أعرف من أنا الآن لذلك أعتبرني انتهيت مني , وصلت خاتمتي ..
لم يعد هناك مايثير فضولي داخلي لأبحث من جديد ..
لذلك " من يأخذني عني ! "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق