الأربعاء، 16 أبريل 2014

قبل النهاية.. لنعد من جديد.



للصباحات يارفيقتي هيا, للصباح والجامعة, للألوان تغرق فيها الجامعة, ونحضر نحن بألوان رمادية، لأن في القلب مايكفي من نور ولون وموسيقى.

وتلك الأيام..
حين كنا نصنع زاويتنا الخاصة، بقعة واسعة من علم ومعرفة وأسئلة، أقواس ملونة من الضحك، المواقف الطريفة، التعليقات الساخرة، الدائرة مركزها، المربع زواياه، الرياضيات والبحوث والأوراق والغيابات.

لتلك الأيام..
للقهوة على أطراف بدء يوم بارد، وأكمام طويلة تخبي أكفنا عن الرجفة، والشوكولا العزاء الوحيد لترك السرير في مثل هذا الوقت، عن صمتنا وتأمل الوجوه العابرة، المواقف المحبوكة، قصص الحب المعلقة في كل ساحة وزقاق، ملامح التعجب على وجهك وملامحي الضحك، ثم نعود سريعاً لخيالاتنا النافذة الوحيد في سور من واقع كالح.

فتلك الأيام..
التي كنا ندعو الله أن يفرجها، أن تمضي، أن نخرج بسرعة، أن نمضي ونرى العالم الواسع، العالم الحقيقي، أن ندور في الدنيا، أن نكبر.. أن نتخذ قراراتنا بأنفسنا، أحاديثنا ستتشعب، ستختبئ فينا بعضا الأسرار، ستضاف كمية من الأسماء والعلاقات ..
التي كانت تؤرقنا فيها الهندسة التفاضلية، ويسرق سعادتنا فيها مجرد ورقة إختبار.
التي كنا نضحك من كل من يكرر أنها أجمل أيام حياتهم كانت أيام الجامعة .

لتلك الأيام..
يكبر الحنين الآن ..
فلست بخير مذ آخر رحلة في أروقة الجامعة, لست بخير كما كان الخير معكن، لم أعد أضحك إلا نادراً ولم يعد يمضي يومي إلا لينتهي والسلام، لم يعد هناك كل المساحة الواسعة من الحرية.
حولتنا الحياة لمعترك, لمعركة، لحرب صغيرة، كل حرب تفضي لحرب أكبر, ولاتنتهي..

دارت الأيام ..
والآن نحن في أيام, ستكون في يوم ما "وتلك الأيام" .

هناك تعليقان (2):

  1. كنت اظن يا نانا بأننا لو عدنا للأمس لصححنا مسارات كثيره
    ليبدو مستقبلنا أفضل...!!

    والان أصاب بالارتباك // اذ خرجت بحقيقة أن العيب فينا..
    تشبثنا بتفاصيلناهو تشبث بما نعتقد به وما سنكون عليه لو عدنا الف مره //وليس بعقارب الوقت!

    خيبتني بالحقيقه

    ردحذف
  2. وكنت أظن بان هنالك مخرج!

    ردحذف