الاثنين، 25 أبريل 2016

فكرة مؤجلة.

في كل مرة يحتاج فيها الدخول إلى دورة المياة، يبقى هناك مطولاً فوق العادة، فوق قدرة احتمال الفضول، فوق إمكانية بقاء الأسئلة مخبأة.
بدأ صديقه بالاستفسار بسخرية، لماذا يبدو وكأنك في كل مرة تدخل لقضاء حاجتك وكأنما أنت على موعد مع فتاة؟
يغلق السؤال بإبتسامة بلهاء وهو يطيل غسل يديه سابحاً في فكرة شاسعة لايمكن التنبؤ بها، ربما لم يسمع ماقيل له.
اخوته بدأو في دوامة من القلق، أمه تضيق عليه الخناق.. لاتدخل ومعك الهاتف.. لاتدخل برفقة كتاب.. الشياطين تتلبسك.. ابنة صديقتي أصيبت بالمسّ.. لاتغني.. لاتفكر كثيراً.. في ماذا تفكر؟ ..
الأب يفكر في دس كاميرا خفية.. يفكر في كسر فتحة للتجسس.. في كسر نافذة الحمام.
يبادر بالإجابة لصديقته.. تعرفين في كل مرة أكون جالساً لقضاء حاجتي .. أفكر في كمية الأفكار التي شغلت رأس أختي قبل أن تفكر في الإنتحار؟
هل فكرت بنا ياترى؟
هل ظنت أنني سأفتقدها كل هذا الحد.
ماذا كان يدور في خلدها.
هل كان يدور في رأسها، كل هذا الفراغ الذي يدور في رأسي الآن.
هل جلست مطولاً كما رأيتها من الشبّاك للطمأنة عليها، قبل أن تنفذ شنق نفسها؟
هل كانت مترددة؟
هل لو أتيحت لها فرصة البقاء، لقالت كنت بلهاء أم ستكون تعيسة وستعد فشلها في الموت مجرد فشل آخر مضاف لرصيد الفشل في الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق