الاثنين، 25 أبريل 2016

الساعة السابعة والنصف.

الساعة السابعة والنصف..
يستمر المنبه في محاولات إيقاظه, يستيقظ السيد بطيئ.. السيد بطيئ جداً.
تمتد يده اليسرى ناحية المنبه, وعبثاً تحاول الوصول إليه, تحاول جاهدة في إسكاته ويبدو لها أبعد مما تظن حتى تقرر تركه في منتصف المسافة.. غارقاً في ضجته بينما تسقط على السرير منهكة جراء المحاولات الفاشلة.
كل شيء يبدو بطيئاً هذا الصباح, بالكاد تصل إليه أشعة الشمس يشعر بذلك, رغم أنه نجح في إزاحة الستائر بعد تفكير عميق.
لربما كانت الشمس مصابة بعسر حضور, فلم تسطع بعد رغم كونه في عاصمتها, رغم أنه اختار الدور العشرين بعناية فائقة..
يقف مطولاً أمام جهاز القهوة, يقف طويلاً دون أن يلاحظ أن كوبه قد أصبح جاهزاً للشرب, يشرد مجدداً حتى يعيده صوت جهاز المايكرويف بصوته للواقع, يبتسم وهو يكرر"حسناً شكراً للأجهزة الكهربائية فلقد منحتني المساندة اللازمة لأبدأ".
يتحرك هائماً, بطيئاً وكأنما هو يسبح, يسبح بالفعل في زحمة السير, يتوقف عند الإشارة ليلتقط أنفاسه, تعيده مزامير التنبيه لرشده, يكمل طريقه..
يصل, يحاول دون مبالاة أن يجد مكاناً يترك سيارته فيه رهن الإنتظار, يخرج حاملاً بين كفيه رأساً فارغة, كل خطوة يخطوها للأمام تتجذر فيها أقدامه حتى سابع أرض, يصل أخيراً .. يرفع رأسه كمن يحاول التذكر للحظة" مستشفى الأورام العام".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق