الأحد، 6 سبتمبر 2015

كيف أصبحتِ؟ .. فزّاعة.

ويأكلنا العمر، لقمة عصيّة، لقمة بحاجة لطحن.
وكيفك ياصديقتي؟.
وأرد وقد حصلت على خصلة بيضاء مؤخراً، وكحة دخيلة بين جملة وأخرى، وأصابع فاتنة ترتعش، ومكتبة عظيمة من دون كتب.
لقد أصبحت سخيفة، هشّة وساذجة ويسرقني الكلام، لقد توقفت عن القراءة مذ آخر قائمة كتب مشتركة بيننا، وكذلك الكتابة أخذت تتسرب من يدي، تذكر عندما حلمت برجل ضخم حتى لايكاد يبين رأسه وهو يطاردني بفأس عظيمة وبهدوء يطلب مني قطع أصابعي، كيف خضت كابوساً مريعاً وهجرت الكتابة لاسبوع دون أن أتوقف عن البكاء، بدأت أفقد أصابعي مجدداً، كأسنان لبنية تهتز ثم اقتلعها من بكاء.
لم أعد فاتنة ولم أعد أرغب أن أكون كذلك، وكأن حادثة عابرة قتلت كل شيء دفعة واحدة، أو أن ريحاً عاتية هبّت من شباك لتسرق كل شيء دفعة واحدة، ليست سنوات عمر ولكنها ريح صرصر عاتية.
وأنا عروس النار، دمية الحقل، فزاعة، في حديقة صفراء جرداء، نسي فلّاح أن يريحني من وقوفي قبل أن يغادر، أو أن الموت داهمه دون أن يترك له فرصة فعل ذلك، اقتلعت الرياح في آخر مرة وشاحاً كشميرياً مثبتاً بعناية على أكتافي، وتركتني عارية أمام هذه السنوات .. أعض على أسناني.
فقط هذه خزائن سنوات سبع، لم احفظ فيها ما أدسّه لسنوات سبع قادمة.

لم تجيبي على سؤالي.. كيفك ياصديقة؟
أنا..  فزّاعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق