الاثنين، 7 سبتمبر 2015

ضجيج معتّق.

هذا الضجيج في رأسي، هذا الصداع يحدّق بي.
هذا الملل يحاصرني، هذه اللعنات تطاردني.

وكأنهم لم ينتهوا يوماً ما من حياتي، كلهم محشورين في رأسي، عم حسين البقّال، رمضان الفوّال، جمعه المحاسب، أبله نور بن سلم، إذاعة الصف رابع، كل أول يوم دراسي، كل مريول مدرسي، كل حصة رسم، كل مخالفة لنسياني الشريطة، غرفة المفاجآت، صديقتي نوره، سحر صديقة نوره، وشايات سحر، نميمة سحر، صديقة جديدة، قصة شعري الجديدة، قسم الرياضيات، معدلي كل ترم، أول نص لي، الساخر، جسد الثقافة، مدونة روح، فوضى روح، روح وبوح، نوف الزائد.

ثم يترك الضجيج رأسي ويسكن الوجع قلبي، حزني وبكائي، خيبات أملي المتراكمة، المرض يندس في صدر أبي، أضلاعي، أكتافي، شيب أبي على الوسائد وعلى اللحاف، نتقافز في العمر، نكبر في أيامنا بالسنوات، أياديّه تسند أبي، يدي تسند يدي، أهرع للكتابة، تموت الكتابة، يتضائل أبي، غصة، الضجيج كله من حولي، في المجالس، في الصالة، في استقبال العتمة، وننطفئ.

نتحسن بالخداع، أفكر في الأمل، يسكن الضجيج، إلا من صوت رياح عاتية تطبق على الفكرة الأضلاع.

لماذا بعد كل هذا عدت أحلم.
وكأن الأحلام حق مشاع.
وكأن الأفكار الملوّنة ملك للجميع.
وكأن الأحلام تجسدّها الألآم.
وكأن من واجب الوجع أن ينفث الروح في جسد الحلم يوماً ما.
وكأني سأضحك في الختام.
لربما خبأ القدر الفرح في نهاية المطاف.
وكأن كل هذه السنوات مجرد رواية، سينتهي فصل حزين ليبدأ فصل الفرح، هكذا يقرر الراوي نقل الأحداث من العتمة للنور.
وكأن هذا ممكناً.
وكأن ذلك يغيّر من ملامح الرواية، لنضحك.
لنضحك.
لأضحك على خيباتي.
لأضحك على سذاجاتي.
لأضحك على فكرة تصرّ علي، أن أبقى أحلم.

لاضجيج الآن.
ولا صداع.
لا ملل ولا أية لعنة.
ليس غير الإنتظار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق