الاثنين، 10 فبراير 2014

عاصفة لا بأس بها.


على العالم أن يتوقف عن الضجيج، هنالك عاصفة قادمة، عاصفة في كل مرة تبدأ من الصفر.
يكفي هذه العاصفة حديث الأشجار، وتناقل النميمة بين الأوراق، الحيوانات التي تثرثر دون جدوى، يكفيها كل ضجيج هذا العالم الفارغ لتغضب. 
لتقتلع الأفكار اليابسة والأيام الغائمة، لتقتلع السنوات عديمة النفع. 
فقط أردت القول: هنالك عاصفة قادمة. 

هنالك عاصفة ياقلبي المسكين، عاصفة تمر على إيمانك الشقي بالناس، تقتلعهم واحداً تلو الآخر .. عاصفة لاتبقي ولاتذر.
وستتركك وحيداً لاتتأقلم مع أحد، في صندوق كلما تمدد ضممته إلى صدرك أكثر، حتى تفقد إيمانك بك .. ستنسى أنك لاتزال فوق هذا الكوكب وليس أسفله. ستفزع حين تفرقع أصابعك وتمدد أطرافك. 

ستهب عاصفة على روحك إن كنت لاتزال محظوظاً وتملك واحدة، عاصفة تأخذ الكثير من الإعتداد بذاتك والرغبة والسعادة والفرح والإيمان والشك الذي يبقيك متوهجاً باحثاً عن إجابة، ستتركك فارغاً كعمود إنارة مفصول عن التيار. مغروساً كعقبة في طريق أحدهم أو كإشارة قديمة.

ستمر على عقلك، ستأخذ النور، ستأخذ الأسماء والتواريخ والأماكن، ستأخذ الذكريات، الصور، الكلام، الأحلام، وستبقيك في منفضة السجائر خالياً من النيكوتين.

فقط من هنا عاصفة قد مرت. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق