الأحد، 2 فبراير 2014

مركز دائرة لكن تاه.


مركز دائرة لكن تاه. 
أنا هو ذلك المركز المعلق من قدميه في نقطة، أشعر بذلك وأنا أقف عند النافذة كل ليلة، لأشاهد حركة الكون المعد بدقة، سيارات قادمة بسرعة، سيارات مغادرة بسرعة، رياح قادمة بقوة، أشجار تهتز، نجوم تغير أماكنها كل ليلة، قمر يتشكل ويّشكل روحي كل ليلة، وعالم معبأ بالأصوات، وأنا ساكنة لنفسي حتى شيئاً فشيئاً يعلو صوت روحي، إما تفتح معي حديثاً عابراً عن بقايا اليوم، أو يكون حديثها صارخ وغاضب ومعاتب، قد تكون منطوية وتنظر للجهة المقابلة بعيداً عني، أو تلتصق بي حتى أشعر أنها ستخرج، أو تمارس حرب الصمت العميق كما أفعل. 
تفعل ذلك معي أنا مركز دائرة لكن تاه. 
حتى ماعادت تتحدث، وأنا نسيت صوتي، أصبحنا نبتسم عند أغنية مسرعة على السكة المقابلة، أقرع صدري لأستأذن الدخول، فلا تأذن لي، تقرع صدري لتخرج، لا أسمح لها بالخروج. 
هكذا نمضي بقية أيامنا مركز دائرة معلق من قدميه، يجاور روحه، وكلاهما غارق في الصمت. 

لم نعرف أن الصمت ينبت شجرة، حتى قرعت صدري ذات مره، فتساقطت أوراق السدر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق