الثلاثاء، 4 مارس 2014

وهذا الليل لايكفي كحبر.





كما لو أن كل هذا الليل، حبر. 
لايكفي عمرك لتكتب، لايكفي صوتك ليصل، لاتكفي مشاعرك لتعبر، لايكفي جسدك ليحب. 
هذا الليل أعظم.. 
صديقي الذي طلب الله أن يمنحه الكتابة مع تنفسه، يدعوا الله أن يمنحه البحر حبر، صديقي الذي يكتب بأقلام ملونه متراصة وكل كلمة بلون، حسب قوتها. لاتنبت الكتابة على أصابعه إلا في حضور الليل كشاهد على جريمة. 
وأنا التي قلت له بصوت عالي " أنت مهووس". أصبحت أكتب في جدران رأسي بطباشير بيضاء، ليس في الليل وحده، حتى تحول هذا الرأس لمجرد حافظة صداع. 
وقلبي الذي تخبرني عنه لوليتا أنه بستان، أحب أخبرها أنه تحول لمنفضة سجائر رخيصة. 
يمنعني الطبيب من القراءة لمدة ستة أشهر، قلت أنها فترة كافية لينبت في شفتي الكلام، منعني من الكتابة فتكسرت سيقان الشجر في صدري، أنّا اقتربت مني ستشم عطن الخشب. 
لكن هذا هو اللوح المحفوظ، الذي كتبني وأنا أقل من فكرة في رأس جدي العاشر، ليباهي بي عشيرته. 

قبل أن تفكر أمي أنني مجرد غلطة، قبل أن يقرر أبي أنني ختامها مسك، قبل أن يحبني عمي، قبل أن يموت عمي الوحيد، قبل أن أكون شيئاً. 
كنت فكرة واسعة بإمكانها تكون ماتريد، لكن كلما زادت أيامي اقتربت من مساحة ضيّقة لاتكفي إلا أن تتمدد فيها وتراجع أيامك قبل أن تكون وبعد أن كنت وهكذا هي الخاتمة. 
ويبقى الليل أعظم من الكتابة، أعظم من أن تفكر، أعظم من أن تشعر بالوحدة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق