الخميس، 16 يونيو 2022

كسل يبدو فاتن في روب الاستحمام.

 اطلع فيني هيك هودي مش عينيك.

تصدح الأغنية في الغرفة بصوت عالي، بينما أنا لازلت في روب الاستحمام لم أتجفف بعد وليس لي رغبة في الخروج منه، تستحثني كارول سماحة على الرقص، بينما أنا أتمدد في كسل على صوفا متهالكة تشبه طاقتي مؤخراً، أتمدد على الكنبة تتكشف ساقي بينما أحاول مدَّ يدي للوصول للريموت كنترول لأرفع الصوت أكثر. بينما تركت كتاب لطيف ينتظر على الطرف، هل أخبرتك أني لم أعد أستطيع القراءة إلا متبطحة ووسادة ناعمة تحت صدري لأتغلب على ألم عضلات الأكتاف مؤخراً.

يدور شريط كامل من الأغاني والفيديوكليبات من أمامي، فضل شاكر بينما يغني روح ياحبيبي روح وأنا أتذكر غيرتي عليه في فيديو كليب أغنيته " مأثر فيٍّ وفي عيني" وأنا أقترب من الشاشة وأردد معه " شوي شوي عليَّه". وهو يحاول احتضان المودل وأنا أكرر "مودل يحتاجها في الفيديو أكيد .. هذه حركات ليس عفوية أبداً بينما هي مكتوبة ومدروسة ومكررة ربما ألف مرة لتظهر بهذا الشكل". لكنها قطعاً الأغنية التي تركت شرخاَ في علاقتي مع فضل شاكر. هكذا لم يعد يبدو لطيفاً ولا شهياً. 

بعدها يختار التلفاز أغنية قلبي مش مطمن لإيهاب توفيق وليست أغنيتي المفضلة له بينما أحببت له أغنية "غلطان في غيرتي عارف علشان عليك خايف" وهي تشرح شعور الغيرة المخيف الذي قد يجعلني في علبة محكمة الإغلاق فقط ليهدأ شعور الغيرة. 

ثم يدخل إعلان في منتصف المشهد يتركني ألتقط أنفاسي عن هذه العصرية الباهتة، أعود للقراءة ربما أو لالتقاط صورة بينما أنا أبدو فاتنة هذا اليوم. هل قلت فاتنة، هذه الكلمة تتركني في ابتسامة لطيفة بينما أتذكر غزل أختي وأنا أتخطى درجات القاعة في فستان ضيَّق وبظهر مفتوح وفتحة للساق تسمح لي بالتخطي ربما " فتنة الحفل زيدي مشيتك مخطرة" كانت ابتسامة غامرة وكأنها تشعَّ من روحي.

هكذا أنا دائماً أبدو فاتنة جداً بينما أبدو حزينة، هذه الهالة الفضية واللامعة على وجنتي وعلى ابتسامة ثقيلة معلقة على شفاهي، حتى أني سأبدو بلهاء جداً في الفرح. هاهي روبي وأغنيتها " ليه غاوي تفارق ليه وتبعد ليه" بينما أترك الصوفا وهذا الحزن يتحول لرقصة، أنا أرقص عندما أكون حزينة، وكأن الرقص في حزن جلي يأخذ روحي في خطواته، ألاحق خطوات روبي في الرقص بينما أتذكر نورة وهي تكرر أتذكرك في روبي وأغنياتها. 

رقصت حزينة مرة على أغنية نوال الكويتية " ضاقت عليك ومالقيت إلا أنا تقلي اش رايك في محبوبي الجديد " وعلى أغنية شيرين " كتر خيري إني قابلته واستحملته ياقلبي زمان .. يجي عليه وأعديها ويسوء فيها معايا كمان ومن كتر عمايله بقول له كفاية أنا وأنت بقينا خلاص سيرة على كل لسان".

ورقصت حزينة وأنا أنفض يدي من المحاولات بينما أفاجأ بأغنية ماجد المهندس في حفل لندن " هذا آخر كلام وياك أعلن انسحابي .. ضيع لي شبابي". وكنت أسمعها لأول مرة وكأنما كنَّا في مشهد مسرحي وهذه الأغنية قمة المشهد.

بينما صفوف من الحاضرين الحفل كلها تعلن انسحابها من شعور ما وهي تردد بصوت أعلى من صوت ماجد، وأنا أرقص بخطوات حزينة ومرتابة وتعرف القرار الأخير وأكيدة منه لكنها تؤجله.

أف..

ينتهي اليوم بأغنية إلهام مدفعي "خطَّار عدنها الفرح".

هكذا يبدو الفرح زائر خفيف ومنتشي وليس لديه رغبة سوى في الزيارة ولانية له البقاء. لن يقبض على كفيك بشدة ولن يغمرك في أحضانه ولن تصل معه حتى إلى النشوة. وحده الحزن يحمل هذه الأحاسيس العميقة والقوية والتي تحفر في روحك. لن تغادرك هذه السنوات مهما اصطنعت البهجة، أنت حزين في ملامحك وفي ضحكاتك وفي صوتك الذي تجره وكأنه نواح، كأنما هو صوت من سنوات بعيدة، عيونك التي تفضحك مهما بالغت في ابتسامتك، مهما كانت خطواتي فاتنة وضحكتي تربط القلوب بخيوط رفيعة لكنها لاتزال ثقيلة بالحزن مهما بدت رشيقة لك. 

أرمي الريموت كنترول، وأنا أرمي فعلياً محاولاتي كلها في صنع السعادة دفعة واحدة. هذا دور ثقيل ولم أعد قادرة عليه. ليس بيدي أن أحمل العتمة في صدري بينما أحاول إضاءة ابتسامة على شفاه كل من يهمني شأنه. سأكون حزينة الآن من داخلي وستتسرب هذه العتمة حتى من أناملي.

هل تعرف كيف سيبدو الأمر، إنه مثل شخص يرفع صوته عالياً لينفي عنه تهمة النعاس بينما أرفع صوتي بالضحكات حتى أبعد عني تهمة هذه الحالة الرمادية.

عذراً يجب أن أتوقف الآن فطلال يغني "تعلَّق قلبي طفلة عربية".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق