الجمعة، 30 يوليو 2021

قاحلة.

وكأنما كنت أخوض في سيل من طين، كان هذا الشعور بالتعلق مثل أثقال مثبتة على أقدامي.
كان على الجميع أن يعيش هذا الشعور الثقيل والحزن المكثف مثل ظلال قاتمة وأشجار محترقة ومتراكمة، كغابة شاسعة لكن يصعب السير فيها دون أن تسقط وتتدحرج وتجرح وتدمى وتبكي وتعمى.
هكذا كان علينا العيش مع أم مكلومة وتغط في حزن عميق.
فلطالما كانت بارعة للغاية في تحويل كل مناسبة لحزن وكل شعور لقاتم ومعتم وكل وقت هو مناسب لبكاء مفاجئ.
حتى جاء حزنها الحقيقي ولم يلتفت إليه أحد، كنا قد وصلنا إلى حافة الضجر، من إكتئاب ومن الحزن والبكاء والعويل ومن الشجن والغناء الثقيل.
حتى اصطبغت الحياة بلون رمادي قاحل، هل تعرف معنى رمادي قاحل، يكون بين ظلال وصحراء.
وأنا الآن أملك سيلي الخاص، وغابتي الموحشة، وشعوري الثقيل الطيني اللازب، حتى تحولت لصيغة مثخنة بالعتمة.
أنا سيل تلك السحابة القاتمة، التي غمرتني طيلة سنوات عمري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق