الخميس، 29 يوليو 2021

وحيد وملعون.

تطرق الباب بنعومة.

انتبه بعد استغراق تام في الأوراق المتناثرة على الطاولة أمامي وقلم في يدي وقلم آخر مغروس في أذني. انتبه متأخراً لاستيعاب المشهد.

‏ممكن ولاعة؟

‏أنسى سيجارة على شفاهي وأنا أبحث عن ولاعة في جيوبي ثم جيبي العلوي ثم بإشارة منها تردني إلى الطاولة حيث ترتاح ولاعة.

‏ممكن.

‏كنت أظن أن هذه ذروة المشهد الممكن لوحيد وأشعث ومتوحش مثلي. لكنها سحبت الكرسي المقابل وفي حركة رشيقة جلست وقد بدا الاستنكار على ملامحي. لتشير مرة أخرى إلى الكوب الورقي والذي استخدمه لأعقاب السجائر.

‏اوه حسناً.

‏بعد ذلك توقفت عن كوني وحيد. لازلت أشعث متوحش لكنني قطعاً لست وحيد.

‏بينما أنفث دخان مالبورو أحمر ويخرج وهو يسعل ويضع الشماغ على كتفه الأيسر ويفرك لحيته الخشنة. تنفث دخانها بكل نعومة وكأنه يخرج مرتدياً تنورة.

‏لم يكن الدخان منتشراً وحده ولكن يخالطه عطر خفيف مثل باقة ورد منتقاة بعناية. تطفئ سيجارتها الأولى ويفوز عقبها بأحمر شفاه زاهي.

‏أرقب المشهد بسكينة.

 مدركاً بما لا يدع مجالاً للشك، أنني الجانب المعتم في هذه الرواية، الجانب الملعون.

‏تتركني لتعود للمكتب.

‏أعود مجدداً. وحيد وأشعث وأغبر ومتوحش وملعون.

يبقى السؤال الملح في عقلي.

‏هل كنت أهرش ساقي بالقلم بينما أنا مستغرقاً كالعادة؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق