الأحد، 6 سبتمبر 2020

السيد بطيئ جداً.

 الساعة السابعة والنصف..

يستمر المنبه في محاولات إيقاظه، يستيقظ السيد بطيئ. السيد بطيئ جداً.

يمد يده اليسرى لتوقف المنبه. وعبثاً تحاول الوصول إليه، تحاول جاهدة في إسكاته ويبدو لها أبعد مما تظن حتى تقرر تركه في منتصف المسافة بينهما. غارقاً في ضجة التنبيه، تسقط يده ثقيلة ومنهكة.

كل شيء يبدو بطيئاً هذا الصباح, بالكاد تصل إليه أشعة الشمس يشعر بذلك، رغم أنه نجح في إزاحة الستائر بالكامل.

يقف مطولاً أمام جهاز القهوة، يقف طويلاً دون أن يلاحظ أن كوبه قد أصبح جاهزاً للشرب، يشرد مجدداً حتى يعيده صوت جهاز المايكرويف بصوته للواقع. يبتسم بإمتنان كمن يهز رأسه شاكراً."حسناً منحتني المساندة اللازمة لأبدأ".

يتحرك هائماً، بطيئاً كمن يسبح، يسبح بالفعل في زحمة السير، يتوقف عند الإشارة ليلتقط أنفاسه وكأنما كان يدير السيارة بقدميه. تعيده مزامير التنبيه لرشده، فيكمل طريقه.

يصل، يحاول دون جهد منه كمن حفظ المشهد إيجاد مكاناً متاحاً لركن سيارته، يخرج حاملاً بين كفيه رأساً ثقيلة. كل خطوة يخطوها للأمام تتجذر فيها أقدامه حتى سابع أرض، حتى يصل أخيراً .. يرفع رأسه كمن يحاول التذكر للحظة.. يفتش محفظته، أوراقه، هاتفه النقال، يرفع رأسه ليتأكد "قسم الأورام".



هناك تعليقان (2):

  1. تمتعت جدا بسردك وصورك ولغتك. شكرا لموهبتك البديعة

    ردحذف
    الردود
    1. ممتنة والله لهذه الزيارة الكريمة.

      حذف