الاثنين، 8 سبتمبر 2014

مقارنة بين الكاتب دوستوفيسكي والكاتب تولستوي.


عبرني سؤال الفرق بين دوستوفيسكي وتولستوي؟
لتعلقي الشديد بدوستو وكذلك حبي المسالم لتولستوي كان هذا السؤال هاجس. من هو الأفضل.
حتى وصلت لعلاقة متسامحة جداً، بأن كلاهما الأفضل من نوعه.

فعندما نرى أسلوب تولستوي ككاتب مقتدر، ومن طبقة مرفهة وغنية، صاحب بساتين وقصور، طبقة نبيلة. ستجد أنه سيكتب بسلام تام وفي عمق بالغ وشديد ولكن على وتيرة واحدة.
ستجده مبدع في الوصف والمشاهد الجميلة وتصوير المكان والأشخاص، حتى أنك تعرف تماماً كل شخصية كتبها بملامحها وصوتها، ستفتح كتبه وكأنك تفتح فيلم مصور. كل شيء مذكور دون أن ينسى شيئاً، الألوان، الصفات، طريقة المشي، طريقة الكلام، الموسيقى الخلفية، واجهة المنزل.
كل ذلك ستجده ضمن مشهد بسيط كعبور زوج آنا كارنينا البوابة لقصره.

بينما سنجد دوستو كتب في جوع ومرض وفاقه، كتب في غرفة ضيّقة تحت ضغط تسديد القروض، تحت ضغط الأكل والشرب، تحت ضغط العلاج.
كتب وهو مبدع ولكن بحاجة للكتابة، سنجده يكتب بعمق ويأس وحزن وعتمة. سيكتب ببساطة لكن بتعقيد روحي، سيلامس حرفه وشجونه وأحزانه جزء كبير منك، بالإضافة إلى أنه زرع نفسه تقريباً في أي شخصية من رواياته. سيكتب عن شخص ولكنه يعبر عن نفسه بدقة متناهية.
في مذلون مهانون ستجده هو الكاتب والمتأمل والفقير والمحب. ليقف سؤال الأب لابنته عائقاً أمامها. "ماذا يعمل؟ فترد بأنه كاتب. ليضحك ويرد بالله عليك الكتابة عمل!"
سيغرق إذن في وصف الروح والوجع النفسي والعمق الإنساني وسيبرر الكثير من التصرفات لكنه لايملك الوقت ليغرق في الوصف وحياكة المشهد بدقة متناهية. بكل طاقة ممكنة.
سينتج مشهد جميل لكنه سيعتمد كثيرا. على السيناريو وملامح الوجه المعبره.

فقط
لنتوقف عن السؤال من هو الأفضل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق