الجمعة، 5 سبتمبر 2014

لتشلّ الأيادي الجافة، ولنقع في حضن اللحن.




لأن أغاني الطفولة وحدها من يستطيع زرع البهجة في القلب، فهي كذلك  سرعان ماتتحول لكومة حنين وغصة، وكأن تلك الأغاني ابتلعتنا في طفولتنا في عالم الدهشة لتعيد غناؤنا على أسماعنا في هذا العمر القاسي والجاف والمتقشف.
لنسقي الفكرة دموع ونغمرها قُبل.

كأنما نحن كنا فقط في منتهى الفرح واللطف والبهجة والسعادة والحرية في ذلك العمر الصغير. لتتحول الأيام لأسوار ضخمة والتجارب لقيود والخيبات لفيلم رعب.

لاتكبر الفرحة فالحزن أكبر.
لاتكبر الدهشة فالوجع أكبر.
لاتكبر الأسئلة فالأجوبة أفقر.
لاتكبر الضحكات فالإدانات أكثر.
لاتكبر الأحلام فالكوابيس أقدر.

لتحولنا السنوات لكومة قلق وبؤس ويأس وفجيعة. لنتحول لأساسات جيدة وبناء متهالك، لنبقى في أرصفة العمر إشارات خاطئة ونهايات حتمية.

لو كان العمر في القلب فقط، لو كانت دروس الحياة لاتخترق الجسد فتستقر في الروح، لو كانت عقولنا مضادة للفشل والخيبة والهزيمة.
لكانت أغنيات الطفولة هي أغانينا المختارة في كل وقت ولكانت ليديها لمسة ساحرة من الحب.

لتشلّ الأيادي القاسية ولنقع في حضن اللحن.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق