الخميس، 7 فبراير 2013

الصوت قلبي ..Ane Brun - Oh Love

هكذا تكثر إتصالاتي المتكررة دون رغبة في الحديث .. أرخي السمع جيداً ليلتقط البحة في صوتك الطيًب للغاية, ذلك الهدوء الذي أفتقده في حياتي بأكملها ..
تصاب بالذعر .. "فيك شيء؟"
أستمر في الصمت وأنا أرغب في حديثك الهادئ والقلق معاً كأنها الغواية والتفاحة المحرمة ..
ثم تأتي "أها " منك وكأنك وصلت لحل هذ اللغز , لتسكب صوتك في قلبي أكثر, وأنا أطلبك المزيد..
صوتك هاته .. فقط أريده ينام معي ثم يستيقظ للمزيد من الحياة .. لنصنع الشمس معاً ..

تعرف..
سمعتهم يتحدثون أن أكثر الأرواح إرهاقاً تتمسك بنغمة , أن الصوت يعمل فيها كالسياط , وأنا أصبحت بروح رقيقة للغاية يخدشها الصوت وتبكي وتتوجع منه .. أحاول إيضاح ذلك للجميع لكن كل كلمة تجد نفسها صغيرة على مثل هذا التوضيح .. لن يفهمها أحد
والصوت بسكاكين ولعنات تجعلها تتكور على أدنى ذكرى حنونة مثل جنين .. تغمر رأسها في الذكرى تمسح ذلك الإزعاج العميق من أن يلتصق بالذاكرة .
 

لذلك روحي تصادق الصمت مؤخراً ليس وكأنها مغرمة به , لكن لأنه يشعرها بالأمان , الليل الطويل دون همسة والصباح دون إزعاج العصافير ومناداة الباعة المتجولين , تحشر رأسها في صناديق معدة لتمنع الصوت .. فتحولت لعزلة تامة فالحياة كلها مجرد بقعة صوت .. 

فكان صوتك نبضات , كان صوتك لون أزرق متوهج ورمل ذهبي لمًاع وقارب أبيض ..
كان إمتداد لسحابة وبحر .. فكان ذلك الحد الفاتن بين لونين يحملان نفس الفكرة عن الكون .
كان كمشاهد السينما المعبأة بالنجوم والرقة .
كيف أقول ذلك .. إنه نهر يسكب في صدري فتنبت الحياة من جديد .

لذلك أريد منك تعريف الكون من جديد ’ أريد سماع هذه الإشارات منك .. أن هذه شجرة فتنبت غابة شديدة الإخضرار والبهجة , هذا بحر فتصطف الأمواج في شقاوة وتضرب للكون تحية , هذا طريق فيمتد أكثر وتزهر جوانبه وتخرج من حوافه الأرانب والسناجب , هذه سحابة فتبكي من شدة سعادتها , أنا عاشقة فأتحول في بضع خطوات لراقصة لاتشعر بقدميها , وأنت أغنية فأرخي السمع أكثر فتغسل عني كل تلك الأصوات الهزيلة والحزينة والسوداء والمتشائمة والمهددة وكثيرة الزن وكأنها نحلة أو ذبابة ..
إغسلها كلها وأعد ترتيب المكان .. ترتيب روحي .


أضرب أرقام هاتفك, حتى أرقامك أحب صوتها , حتى إنتظارك أحبه , حتى "هلا" أحبها جداً ..
أدخل في الصمت ..
تباغتني " فيك شيء " .
أخرج عن صوتي الخامل  ببحة في آخره جراء الخجل , لأقول لك "أريد صوتك "
ترد بإستنكار لطيف غير مؤذي " طوال سنة إزعاجات , فقط لتطلبين صوتي .. طيب ما أسمك ؟"
أغلق الهاتف بسرعة وكأنه سيكتشف أمري وسيغادر صوتك أو يحل محله صوت أفعى وعواء وعاصفة وصراخ ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق