وكأن هذا القلب من
حديد.
وكأنما كل يوم هو باب
يغلق دوني، ويغلق من دونه باب.
كشعور منغمس في
الوحشة.
باب يغلق دون أمومة
واضحة ومكتملة وبين طفولة نيئة وغضَّة وتتجعد.
تختار فيها القرفصاء
تعريفاً لاحتضان لا تعرف ملامحه لكنها تحتاجه.
كانت هذه المسافة من
أبواب متتالية تغلق في صدري يوماً عن آخر.
حتى كانت هذه المسافة
بعمر يقطع الثلاثين في المنتصف.
في منتصف الشعور المنعدم،
والآخر على شرفة الوجع. صفراً من أي مشاعر يبتدئ فيها طفل خطواته الأولى في حياته.
إكتئاب مابعد
الولادة، كان من حظوظي الضئيلة أن يرافق ولادتي اكتئاباً لا ينفك يذكر أمي أني مجرد
شعور يصرَّ ومؤذي ويضحك وواسع وشقي ومنطلق. وكأنما أنا بقعة عتمة تتحرك في حياتها،
فكانت كل هذه الخطوات الرشيقة تنغرس عميقاً في صدرها فتكح.
لأنتظر أسبوعين دون
صدر ألتقمه ومن دون حضن دافئ، فقط خطوات على عجل وبعمامة حمراء وثوب أبيض يسميني
ويكبر في أذني ويغرس اصبعاً في كفي تقبض عليه أكف لينة وناعمة.
فكان أباً لي وكان
أول ملامح الأمومة.
سرنا في هذه الحياة
جنباً إلى جنب " أنا وأمي"، لا نتقاطع إلا ليفصل بيننا أبي. كنت كمن
يحمل ذنباً في عاتقه يكبر مع الأيام.
ثم كل هذه المسافة
التي تسكن بيننا.
حتى ينتهي عمراً
بأكمله لم يعرف من الشعور إلا شعوراً ضيَّقاً ونزقاً ويتضجر بكل غضب.
ليكون في الأفق علاجاً مفاجئاً ومتأخراً مثل جنبريد. فقط لوعكة صحية تأخرت لثلاثين سنة.
وكأن أمي أفاقت بعد
سنوات فخرجت مشاعرها من تابوت، لتبحث متأخراً عن يد غضَّة ولينة لتقبض عليها بأكف
تملؤها التجاعيد، لكنني الآن أملك أكفاً جافة وأظافر حادة وأحفظ مشاعري في تابوت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق