الأربعاء، 4 أبريل 2018

عيد الأم بأي حال عدت ياعيد.

في عيد الأم .. كلاكيت ثاني مرة.

واحنا نقلب صفحات المنيو اقترب النادل وهو مبتهج اسمي غضنفر ونحن نحاول بصعوبة فهم انجليزيته الهندية .. نتحلق حوله أكثر حتى فهمنا أن المطعم يقدم طبقاً مجانياً بمناسبة عيد الأم. أنهى جملته ببالغ الابتسامة. ابتسمنا بدورنا لكن هناك شيء انكسر.
حتى أن الفوز بطبق مجاني أو أن كل الأطباق ستكون مجانية لن يختلف الأمر بينما أبناء أختي المتوفاة يحاولون الضحك والتغلب على الورطة المفاجئة وبينما أنا أتحسس بطني الفارغ.

لا أعلم إن كان هذا النص مكتوب بفعل الهرمونات أو المناسبة أو الأمومة مع وقف التنفيذ _ أفكار شاقة _

هذه الهرمونات مثل ساعة رملية كل مرة تخبرني بطريقة موجعة ومرهقة أن الوقت بدأ في النفاد وأنني في طريقي للتحول إلى قطعة أنتيك جميلة لكن بالية. مثل ساعة مؤقتة ستفسد.

أتعرى بالكامل وأدس نفسي داخل اللحاف وأنا أفكر في أول شخص وصف التعري الروحي بطريقة "أفك أزرار صدري" أود فعل ذلك وأنا أختنق وكأني داخل قطعة جلد سميكة وثقيلة وطينية ولم تجف بعد منذ آدم. أدخل ثقيلة في فراشي منطوية وخالية من أي رغبة سوى التخفف من الحزن.
لو كانت هناك يد لم تتعلم الكتابة بعد لتمسح على انحناءات ظهري ووجعي بكف لاتعرف العد بعد .. فينبت قلبي.

يتحول لحافي إلى مزرعة أشواك، أنتقل من سريري لأتوسد رخام الغرفة وأنا أفكر في أول من جلس القرفصاء بكامل حزنه ووحشته ليحتضن روحه. أرتب أكتافي وأنا أفكر في كل ابنائي القادمين وقد تجاوزت العمر الذي سأستقبلهم وأنا أكثر منهم حماساً ورغبة. فقط الآن وكأي أم عتى عليها الزمن لتعامل أول ابنائها كطفل أخير وفي تفاوت كبير في التمسك بالحياة _ ابن يقبض على الحياة بكل ضحكته وقوته وأم تحاول أن تجعل الحياة تتسرب من بين يديها _

طاقة اللاشعور تفوق الرغبة، ليتحول ابن السنتين لأكبر من ذلك وكأنه في الثلاثين من عمره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق