الأربعاء، 11 مارس 2015

على سيرة الإفتراس الآدمي.

بعد قراءة كتاب"إفتراس اللحم الآدمي". أيقنت أن الإفتراس لايزال قائماً بحد ذاته حتى لو كان بصور وأشكال محتملة وبصور مشاهدة ، مثل ترك أحدهم يقع في هاوية الجوع فقط لإستشعار اللذة والقوة كما في سوريا الآن، مثل حرق آخر حتى يتفحم والعكوف على المشاهدة حتى ينتهي الأمر كلياً تحت مسمى الثأر، كمن يمنح أطفاله الحق في ضرب وشتم وتخويف طفل آخر لتأصيل منهج ديني في داخلهم، كل ذلك إنما هو إفتراس ولو لم يحدث أن تم تقطيع أنوف وكسر أقدام وبتر أعضاء ومضغ قلوب وكبود. 
مهما كانت الخلفية المرجعية لمثل هذه الإنتهاكات هي لاتخرج عن معنى الإفتراس المقزز. 

لذلك الإنسان وحده الحيوان الذي تقع حيوانيته بإختياره، وهمجيته مهما ماكان فيه من تطور ورقي بإختياره لهي أشد من الهمجية الناتجة عن الجهل وطريق المعرفة الأولى. 

لكن بعيداً عن كل الصور السابقة .. تظل البشرية الحيوانية التي تقترف جرائمها بحق الآخر بحكم وقوعها تحت تأثير المخدرات أو المسكرات هي أفضعهم وأبشعهم. 
مثل زوج يسحل زوجته في وقتنا الراهن وأمام منزل أهلها حتى تلفظ أنفاسها ثم يجرم بالسجن سنتين فيتم إطلاق سراحه بحكم أنه غير عاقل ومدرك لما يفعل لهو إفتراس. 
كأن ينحر آخر زوجته حتى يفصل رأسها عن جسدها ثم لايتم اتهامه بحكم عدم اتزانه ومرضه النفسي فهذه جريمة تعد من جرائم الإفتراس. 
ثم يقضي زوج على رحلة عائلية بحكم رغبته الملحة في تذوق طعم ابنه بعمر السنة الواحد هو الإفتراس الكارثة التي تلحق بالزوجة والرعب الذي لن توقفه السنين.
مثل هذه الجرائم والتي تحدث في بيئة تعد مستقرة وساكنة لينبئ بحدوث مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في حال وقعت مثل هذه البيئة المترفة تحت رماح الحرب. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق