الجمعة، 3 مايو 2013

الصمت مزعج أحياناً.


استمر في الكلام .. تحدث عن أيامك الماضية والقادمة وأوقات فراغك ولونك المفضل وفيلمك المفضل وشرابك المفضل، عن المسافات والزحمة والطوابير والإزعاج والضجيج والحب والكره والصباح والليل .
استمر لاتفكر أن تتوقف ولاحتى لإلتقاط أنفاسك. 
هكذا فقط يمكنني تجاوز أفكاري المضنية وأقفز عقبة في داخل روحي، أنساني لفترة بسيطة وأتجاوز النصوص المبعثرة لشخص يجلس في الزوايا حتى توحش .. لحياة مملة وتسير على وتيرة واحدة حتى تعتقد بحق أنك ميّت وفي حلم أعمى. 
هل أخبرك في سري أني أصبحت أول من يضحك في وجه أحلامي وأول من يورط قناعاتي في عقدة وأكثر من يسخر من طموحاتي .. أتجاوزني لآخر لايمت لي بصلة لكنه على صلة وثيقة بالعالم والمجتمع والموضة والألوان والصرعات والموسيقى والأفلام. 
هل هذه أنا حقاً. أم أنها فترة عصيبة وستمر دون ضرر أبدي ؟
هل هذه أنا في نهاية الحكاية والطموح والكفاح أم كما يدعي المطبطبون إستراحة محارب؟
هل هذه أنا أتوقف عند هذا الحد أم أن هذا الحد وضع لأتجاوزه ؟
استمر في حديثك المنعش كعصير ليمون وثلج وصباح. حيث الفارق الشاسع يبني بيته بيننا .. بين مقبل على حياة وفار منها. 
لأدخل في كهف وتخرج منه أنت للنور وأشجار وأنهار وغابة. 
هنا تتم الأحاديث الغاية منها. نحن نتحدث لنسكت في النهاية ليس إلا.
وهكذا ننصت للآخر بعمق وحتى نهاية الحكايات ليس إلا لتأجيل حديثنا البائس للنهاية حتى يتبدد أو يتخفف من سواده قليلاً.  

هناك تعليقان (2):

  1. قرأت مرة في كتاب لتطوير الذات، إذا أردت أن تكون محبوبا من الجميع استمع إليهم.. استمع واستمع واستمع.
    لكنني أدركت مؤخرا أنني من "الجميع" أيضا!.. من يستمع إلي إذا؟ كان ذلك بعد أن صار الصمت عادة لي.. تبا للكتاب وشكرا لكِ.

    ردحذف
  2. مرحبا عبير .. فعلاً من سيستمع لي ؟
    لكنني متيقنة من يفعل الخير لايعدم جوازيه .
    لكن العطاء أبداً يكن بمقدار معقول حتى لاننضب

    بالمناسبة كنت في مدونتك عبير وأعشتني فعلاً .. كلامك رقيق وبسيط ويدخل القلب (:
    شكراص للتقنية مادامت أخذتني لك .

    ردحذف