الأربعاء، 13 مارس 2013

قديم كمجلة كابتن ماجد . 2009م


في الشارع عتمة ونور ..
زحمة واشارات المرور..
توقف على أنفاسي الطريق ,
مشيت أنا وهمي العتيد "
"
ناي / في صوتها ناي ..
|

خلاياي الحزينة تنطرح جانباً , وتتبرعم بدلاً منها خلايا فرح بحجم عقلة الإصبع , لكنها في داخلي تتكاثر بصورة مخيفة وتتمدد بشكل هستيري ..
فرح "
لم أعتد عليه من قبل , فلا تلمني أن علتني دهشة وتقوس على أثرها حاجباي وخفت ..
إنها لذيذة بكل تأكيد , لكنها غريبة علي , مماحدا بي للتكور في زاوية الغرفة كما هي عادتي في الحزن والشروع في لملمتي ..


هو الكون من يدفعنا لذلك , العلقات الساخنة التي أسقطها الزمن على ظهور مشاعرنا جردتنا تماماً منها , تركتنا بلا أي محاولة وعودة للإحساس مجدداً ..
فقط " التكور والمشاهدة , رعب "رعب يقطن حتى أنفاسنا , ناس مسؤولة عن تدمير ثقتنا في الناس وناس لها اليد الطولى في انتفاش الوحش الخامل فينا وتدميره لكل شيء بمافي ذلك "إحنا ..
وناس أخذت دور الوسواس الخناس لاتمل ولاتكل في النمنمة والحديث بصوت ومن غير صوت وكانت السبب الرئيسي في عزلتنا وتقوقعنا ..


ونحن " لسنا بمعصومين , الخوف الشديد يتغذى على الجبن, الجبن فينا كبلنا عن الكثير من الفرح خوفاً من مستقبل لايكون كما خططنا له , حجَّمنا ذلك الخوف كثيراً حتى ضقنا على أنفسنا وتضائلت أحلامنا وآمالنا وأمنياتنا حتى انصبت في جرف واحد كهاوية " ونسأل الله السلامة ..


نحتاج لفسحة " فسحة سماوية , رحلة لعالم نقي صافي , كون خالي من الدنس , دنيا فقط جميلة , نعيد فيها ترتيبنا وهيكلتنا وتشكيلنا حتى نكمل الطريق إلى " لا أدري ‘ المهم هو أن نكمل المسير حتى لو للعذاب والجحيم نفسه بدلاً من التوقف عن كل شيء وبودنا لو كان توقف كلي حتى عن التنفس ..

نحتاج وكل مانحتاجه " طفولتنا " نبدأ منها تصحيح كل ماسبق من أخطائنا وإرشاد للطريق خطواتنا , ونقبض في ذات الطريق على ضحكتنا لأنها أول الأشياء التي تغادر وأول الاشياء الثمينة التي سرعان ماتسرق , سنقبض على الفرح المجنون بلاحدود ولاحواجز ولاطوق أسود يلفه يخنقه , نحتاج لحب المغامرة والإندفاع وكميات كبيرة من الدهشة التي في كل يوم تبهت فينا حتى نظن بأننا تلاشينا "

سنكثر من المفاجآت التي نحب , وإن لم يكن هناك من يمنحنا إياها , سنتكفل نحن بها , ستغلقين على دفتر أنيق بكلام ساحري وتكتبين نهايته "إلي .
ستكتب قصيدة مدح وحب وغرام وتذيلها بتوقيعك " كم أحبني ..

وأنا ..

أنا لا أكف عن صنع المفاجآت لذاتي , مثل التقاط الفستان الزهري المطرز بالذهب بعد يوم غني بالسعادة , ذلك اليوم الذي التصقت تلك الروائح العبقة من عود وماء ورد ورشة من عطري الخاص وبعض العطورات التي زاحمت عطري على فستاني والتي بلغتني من الأحبة حولي وصافحت طرف فستاني , التقطه بعناية وأضعه في علبة فاخرة أطويه فيها مع كل تلك الزغاريد والتهاني والتبريكات والابتسامة والضحكات , مع كل التعليقات الجانبية التي أخجلتني مع حتى الشعور بالتحليق في ذلك اليوم والسير في الهواء , أطوي كل ذلك في جوف الفستان في تلك العلبة , لأمنحها لذاتي ساعة عسرة وضيق وكرب لتعتلي الضحكة الخجلى شفاهي مرة أخرى وتعيدني تلك الأشياء إلى تلك اللحظة بالذات وذاك الشعور ..


مثل أن تهديك في الساعة المتأخرة من المساء في نور خافت "أغنية * على البال كل التفاصيل على البال * أو حتى أنشودة " ياأخي والود متصل بيننا في الحل والسفر / أنت في نفسي ثناء نَفَسي "
أو في يوم في السنه تربط بينه وبين ذكرى جميلة تليق بك بمشبك صغير وتبقيها فيه على الدوام معلقة , أن يمنحك اللون الأخضر إحساس ودفء أمك والضحكة تلك بأختك الصغرى وحتى ذلك القلم بصديقك المخلص " أن نمنح الجمادات شعور مختص بها "
أن نعلق على الجدران والأيام والأغاني والطرق والمدن والنغمات بعض من المشاعر والأحاسيس , حتى إذا مافقدناها كلياً وبتنا أشبه بالعدم , سيكون تاريخ ما أو صوت ما أو ضحكة ما كفيلة بإعادة الإحساس ذاته الذي منحناها إياه بنفس الدرجة..
هي ترد الدين لا أقل ولا أكثر ,


لأجل ذلك , لنفكر كثيراً وكثيراً جداً قبل نطق "أحبك" , لنستعيض بدلاً عنها " كم أشتاق /أنا أهوى / مجنون بـ / مهووس بـ و لنترك للحب الخالص الواحد كلمة واحدة فقط وهي " أحبك ".
لتعيد لنا في كل مرة نسمعها ولو حتى من الرادو أو مرت عبر التلفاز ذلك الشعور الصادق والنبضة المتفجرة "دفقة / ..
لنحتفظ لنا عبر السنوات بكلمة واحدة تصنع الدنيا في لحظة "

.

اليوم أمنياتي أكبر مني "

انتهى ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق